علي الرغم من الخروج المهين للمنتخب الوطني المصري لكرة القدم من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأفريقية السابعة والعشرين المزمع إقامتها في غينيا والجابون إلا أن وقع الخروج رغم قسوته لكونه الأول منذ بطولة عام 1982 بليبيا بالإضافة إلي أن الفراعنة هم حاملو اللقب آخر ثلاث بطولات في إنجاز تاريخي لن يتكرر بسهولة – لم يكن شديدا علي المصريين لعدة اعتبارات فنيا للهبوط والتراجع الملحوظ في مستوي اللاعبين وكبر سن معظمهم مع تشبع الجهاز الفني وبذله كل ما يمتلك من مجهود وأفكار تحتاج للتجديد والتغيير في ظل عدم تقبلهم للنقد سواء في حالة الفوز أو في حالة الخسارة, واجتماعيا بسبب أن المنتخب المصري لكرة القدم لم يعد هو الوحيد الذي تلتف نحوه قلوب واهتمامات المصريين كما كان طوال العقود السابقة.
المنتخب بدأ السقوط منذ تعادله علي ملعبه بالقاهرة مع سيراليون في بداية التصفيات مصحوبا بأداء ضعيف وروح متخاذلة ولكن يذكر لهذا الجيل وجهازه الفني بقيادة حسن شحاتة إحرازه للقب الأفريقي ثلاث مرات متتالية وإسعاد المصريين طوال السنوات الست السابقة ولكن يبقي الهدف الأهم والأجدر الذي طال انتظاره منذ عام 1990 وهو المشاركة في نهائيات كأس العالم وهذا هو حلم المصريين الذي يجب علي اتحاد الكرة – المسئول عن اللعبة – العمل الجاد ووضع خطة طموحة لتحقيقه والبداية اختيار جهاز فني مناسب للمرحلة المقبلة وإن كانت المفاضلة الفنية لمجموعة من الخبراء تصب في جانب الاستعانة بمدير فني أجنبي متميز, ويوافق علي المقابل المادي المعروض من الاتحاد – 60 ألف دولار كحد أقصي – وكان مسئولو الاتحاد قد بحثوا في السير الذاتية لمجموعة من المدربين الذين سبق لهم العمل بمصر وأبرزهم البرازيلي ريكاردو والبرتغالي فينجادا والهولندي مارك فوتا ولكن اتجاه مسئولي اللعبة اتجه نحو المدرب الوطني خاصة الكابتن طلعت يوسف المدير الفني لاتحاد الشرطة ونجم الاتحاد السكندري القديم في وجود منافسة قوية من المدربين الصاعدين أصحاب الفكر الكروي المتميز والشخصية القوية مثل طارق يحيي مدرب المقاصة ومختار مختار وحسام حسن ومعهم المخضرم أنور سلامة مع استبعاد فكرة تصعيد شوقي غريب لكونه أدي دوره مع الجهاز المستقبل.
وطني تقترح علي مسئولي الاتحاد استكمال مشوار التصفيات – مباراتي سيراليون والنيجر – بكامل المنتخب الأوليمبي جهازا ولاعبين, في حالة عدم وجود تعارض في المباريات المقبلة في التصفيات المؤهلة لأوليمبياد 2012 بلندن في حالة تخطي السودان في مباراة العودة بعد التعادل السلبي في الخرطوم, ليكون ذلك إعدادا فنيا طيبا ووضع الفريق كنواة للمنتخب الأول مع تدعيمه ببعض ذوي الخبرة الدولية الطويلة ممن هم في سن تسمح لهم بالاستمرار إلي ما بعد مونديال 2014 بالبرازيل مع إمكانية الاستفادة من الجهاز الفني المكون من هاني رمزي ومعتمد جمال وطارق السعيد مستقبلا ليكون إعدادا للاعبين والمدربين أيضا خاصة أن النتائج أصبحت غير مؤثرة بعد التعادل مع جنوب أفريقيا والخروج.