لكنيسة الأقباط الكاثوليك مكانة في عقول وقلوب أعداد كبيرة من شعب مصر – مسلمين ومسيحيين – فهي الكنيسة التي سايرت عصر النهضة في مصر مع بدايات حكم محمد علي وساهمت في النهضة العظيمة التي أدخلتها إلي عتبات الحاضرة الحديثة بما أنشأته من مدارس.. كما أنها كنيسة لها خدمات كثيرة للمجتمع المصري فلديها أكثر من مائتي مستوصف يخدم الطبقات الفقيرة داخل الأحياء الشعبية والعشوائيات, كما لديها الكثير من الجمعيات الخيرية بالمجتمع مثل جمعية الصعيد, القديس منصور وكاريتاس.. وعندما انتشر خبر تنصيب غبطة البطريرك الأنبا أنطونيوس نجيب بطريرك الأقباط الكاثوليك للكرامة الكاردينالية بيد قداسة البابا بنديكت السادس عشر فرح الجميع فرحا عظيما, إكليروسا وشعبا لما لغبطته من مكانة خاصة في قلوب شعب الكنيسة الكاثوليكية والشعب المصري – مسلمين ومسيحيين.
وللحقيقة فإن اختيار غبطة الأنبا أنطونيوس – عام 2006 – بطريركا للأقباط الكاثوليك كان اختيار الروح القدس, فغبطته علي درجة عالية جدا من السمو الروحي وممارسة العمل الرسولي ويمتاز أسلوبه بأمرين.. فهو يعمل في صمت ولا يحب الدعاية في شخصه, كما أنه يشير برأيه في أي موضوع بهدوء وحكمة, وشعاره الحق بالمحبة.
منذ توليه الرعاية اتجه غبطة الكاردينال الأنبا أنطونيوس إلي نوع من تغيير الفكر الروحي فاهتم بالكهنة والأساقفة وبالرهبانيات, كما أسس غبطته نشاط الروابط وهي مجموعات تجمع المهن والأنشطة المختلفة والهدف منها التعرف علي أبناء الكنيسة والتعاون المشترك في مختلف التخصصات فهناك رابطة الأطباء, الصيادلة, المحامين, رجال الأعمال والسيدات, كما اهتم الأنبا أنطونيوس اهتماما كبيرا بالكلية الإكليريكية ومدارس الأحد.
ومن أجل خدمة كاملة كلف غبطته جمعية جنود مريم منذ بداية هذا العام – 2010 – بعمل إحصاء دقيق للرعية ليس من أجل معرفة العدد ولكن من أجل أن يبني علي أساسه احتياجات الخدمة حتي لا يكون هناك أحد مهمل.. وفي خطة غبطة الكاردينال الأنبا أنطونيوس إنشاء مركزا ثقافيا وبيتا للطلبة والطالبات.
** حقا إنها شخصية عملت في صمت إلي أن جاء وقت الحصاد فظهرت أعمالها وصارت شخصية عالمية.