إنه الدمار الذي حل بالأقباط وكنائسهم بالمنيا التي تعد من أكبر المحافظات التي وقعت بها اعتداءات علي المسيحيين في جميع مراكز المحافظة من كنائس ومدارس وجمعيات ومتاجر للأقباط, ويري نيافة الأنبا مكاريوس أسقف عام إيبارشية المنيا وأبوقرقاص أن هذه الاعتداءات كانت ممنهجة ومعدة مسبقا قبل فض اعتصام رابعة ولذا جاء الهجوم في توقيت واحد وفي أكثر من مكان وبنفس الطريقة والأدوات التي تستخدم في الحرق والهدم, مشيرا إلي أن الأوضاع مازالت تنذر بخطر في ظل التهديدات المتواصلة للأقباط, ولكن في جميع الأحوال شهدت الكنائس التي أحرقت أكبر توافد للمسيحيين للصلاة فيها لأن الكنائس ليست مجرد مباني إنما الكنيسة أسقف وكاهن وشعب, ولذا كانت الجمال الباهر في حضور المسيح وسط هذا الحطام لأن الله المقدم في الإفخارستيا علي المذبح.
– المجمع المقدس شكل لجنة للتحاور مع الحكومة حول كيفية إعادة ما دمر من كنائس
– الاعتداءات سوف تستمر بشكل متفرق إذا لم يجفف الأمن منابع الإرهاب
– قمنا بالصلاة في الكنائس المحترقة لأن الكنيسة بداخلنا ولا نخشي الإرهاب
– المنيا تحتاج لمزيد من التواجد الأمني خاصة في المناطق الملتهبة
إنه الدمار الذي حل بالأقباط وكنائسهم بالمنيا التي تعد من أكبر المحافظات التي وقعت بها اعتداءات علي المسيحيين في جميع مراكز المحافظة من كنائس ومدارس وجمعيات ومتاجر للأقباط, ويري نيافة الأنبا مكاريوس أسقف عام إيبارشية المنيا وأبوقرقاص أن هذه الاعتداءات كانت ممنهجة ومعدة مسبقا قبل فض اعتصام رابعة ولذا جاء الهجوم في توقيت واحد وفي أكثر من مكان وبنفس الطريقة والأدوات التي تستخدم في الحرق والهدم, مشيرا إلي أن الأوضاع مازالت تنذر بخطر في ظل التهديدات المتواصلة للأقباط, ولكن في جميع الأحوال شهدت الكنائس التي أحرقت أكبر توافد للمسيحيين للصلاة فيها لأن الكنائس ليست مجرد مباني إنما الكنيسة أسقف وكاهن وشعب, ولذا كانت الجمال الباهر في حضور المسيح وسط هذا الحطام لأن الله المقدم في الإفخارستيا علي المذبح.
نيافة الأنبا مكاريوس كشف العديد من الأمور حول ما تعرضت له الكنائس في المنيا في حواره لـ##وطني##.
* كيف تري هذا الهجوم الذي وقع علي كنائس المنيا في توقيت واحد؟
** كنا نتوقع هذا السيناريو من الهجوم قبل أسابيع من فض اعتصامي رابعة والنهضة, وكان واضحا من تحريض وتهديد الأقباط من قبل قيادات الإخوان باستهداف المسيحيين إذا ما تم فض الاعتصام, ولكن المفاجأة هو الهجوم الممنهج والمعد علي كنائس وممتلكات الأقباط في توقيت واحد وفي عدة أماكن واختيار كنائس للطوائف المسيحية الثلاث وهو بهذا يريد توصيل رسالة واضحة, والحقيقة أن جميع الكنائس كانت مستهدفة وكانت هناك خطة لحرق وتدمير جميع الكنائس, ولكنهم لم يتمكنوا سوي ما وصلوا إليه من خلال الخطة التي وضعت وكانوا يطلقون عليها الخطة ##ب## التي ترددت لشن الهجمات علي المسيحيين.
* كيف تري خطة الأمن قبل فض الاعتصام ولماذا لم يكن هناك تأمين للمنشآت إذا كان يتوقع هذا الهجوم؟
** أعتقد أن الأمن لم يكن متوقعا هذا الهجوم الشامل في توقيت واحد وفي مناطق عدة ولم يتصور أن يكون بهذا الحجم وهو بالتأكيد قصور في التخطيط والتحري لأن الأشرار يخططون أكثر من الأبرار وفي نفس الوقت كل الأنظار كانت موجهة للقاهرة ولذا تواجدت أغلب القوات بالقاهرة لأنهم يعلمون حجم الرد في حالة فض الاعتصام ولم تكن هناك قوات أمن كافية بالمحافظات, لاسيما محافظة المنيا ولاسيما في هذا التوقيت لم يكن هناك مدير أمن للمنيا, ولذا جاءت الضربات موجعة ولم تكن هناك أي استجابة للاستغاثات التي ألقها المواطنون, ولاسيما يوم الأربعاء حتي بدأ الأمن يظهر بشكل متدرج وإن كان ضعيفا لدرجة أنه حتي الآن لا توجد أي حراسات علي الكنائس بالمنيا حتي مبني المطرانية لا يوجد عليه شخص واحد للتأمين.
* ولماذا لم يفرض الأمن سيطرته حتي الآن علي مناطق الأحداث؟
** نحن مازلنا نطالب بتواجد أمني بالمنيا التي تعد من أكبر المحافظات التي تقطن بها تيارات متشددة وتشهد أكبر اعتداءات علي الأقباط والأزمة أن هناك بعض القري بها أزمات الان مثل قرية صفط اللبن التي وقعت فيها مشاجرة بين مسلم ومسيحي, وتحول الأمر إلي هجوم علي منازل الأقباط يوم الأربعاء الماضي وحرقت 5منازل وتوفي مواطن مسلم في الأحداث ونتوقع بنسبة كبيرة أن يحدث هجوم علي المسيحيين وعلي الكنائس هناك, وإن كان الأمن أرسل بعض القوات إلا أن العدد لا يكفي لصد أي اعتداءات, فضلا عن أنه إذا حدث هجوم في قري أخري ويتم الاستغاثة بالأمن فعندما يصل يكون الأمر انتهي ووقعت خسائر فادحة لتواجد قوات الأمن بالمدينة فقط, وبالتالي هذا يتسبب في كوارث في القري مثلما يحدث الآن بقرية دلجا بديرمواس من هدم للكنيسة واعتداءات علي الأقباط.
* وما حجم الخسائر التي تعرض لها الأقباط في المنيا منذ فض الاعتصام؟
** خسائر كثيرة وقعت بجميع مراكز المنيا وإن كنت أتحدث عن مدينة المنيا وأبوقرقاص فقط فالخسائر تتجاوز مليون جنيه من اعتداء علي كنائس ومتاجر الأقباط من تدمير شامل لكنيستي الأنبا موسي بأبوهلال والأمير تادرس بشارع مصطفي فهمي وتعدي علي مبني طبي لكنيسة مارمينا والاعتداء علي 5مدارس فضلا عن كنائس للطائفة الإنجيلية والكاثوليكية وجمعية الشبان المسيحيين وباخرتين, الأخطر والأسوأ من هذا هو حرق ملجأ جنود المسيح للأيتام وتدمير المبني الجديد المجاور له, وهذا يثبت مدي البشاعة التي يقوم بها هؤلاء المتطرفون من أن تنزع قلوبهم للهجوم علي أيتام بعد أن أغلقت الدنيا أبوابها في وجوههم وخسروا الأسرة أيضا يخسرون المأوي الوحيد لهم فضلا عن الآثار النفسية التي سترسخ بداخلهم مدي الحياة من مشاهد الرعب والفزع وهم يهربون من النيران وإطلاق النيران.
والأمر الآخر أن الاعتداءات علي متاجر الأقباط كانت كبيرة بعد وضع علامات عليها لاستهدافها وأيضا المدارس التي تعلم المسلمين والمسيحيين معا ونجد استهدافا يثير الذهول من ضرب مؤسسات تعليمية وكان آخرها نهب وسرقة مدرسة الراعي الصالح مساء الأربعاء الماضي وسرقة أتوبيسات المدرسة في وقت حظر التجوال دون أن يتصدي لهم أحد بمدينة المنيا.
* لماذا كانت محافظة المنيا من أكبر المحافظات التي شهدت هذه الخسائر والهجمات؟
** المنيا أهملت بشكل كبير من قبل الحكومات السابقة ولم تكن هناك أي خطط لها ويقطن بها 5ملايين نسمة وعدد المسيحيين بها يتجاوز المليوني نسمة ونتيجة الإهمال تزايدت نسبة الفقر والأمية والمرض وهي من أعلي المحافظات في مرض الوبائي الكبدي والفقر ولذا أصبحت بيئة صالحة للتطرف وتجارة السلاح والتأثير علي البسطاء وشرائهم نتيجة الفقر وأصبحت أرض لاحتضان التيارات المتشددة وبها نسبة كبيرة من قيادات التيارات المتشددة وهذا أعطي الفرصة لتحول الهجمات علي المسيحيين لاسيما أن المنيا دائما تحتل مرتبة أولي في الأحداث الطائفية التي تتزايد بصفة مستمرة لغياب القانون واستمرار العمل بجلسات الصلح العرفية التي ساهمت في زيادة هذه الأحداث لعدم معاقبة الجناة.
* ما الرسالة التي يتم توصيلها من الصلاة داخل الكنائس التي أحرقت رغم خطورة الأوضاع بالمنيا؟
** قمنا بالصلاة في الكنائس يوم الجمعة عقب اعتداءات الأربعاء رفضا لهذه الأحداث ولنؤكد أن الكنيسة ليست مجرد مبني وجدران وأخشاب ولكن الكنيسة بداخل كل شخص والأقباط بالمنيا رغم الألم إلا أنهم يشعرون بفخر لكونهم مسيحيين, وما تعرضوا له من آثار وتدمير لأنهم مسيحيين والكنائس المحترقة شهدت أكبر إقبال من الأقباط للصلاة وسط رائحة الدخان لتأكيد أن الكنيسة هي أسقف وكاهن وشعب, أيا كان الموقع وكانت الصلاة بالكنائس المحترقة أو خارجها من أجمل الصلوات التي وقف فيها الجميع بخشوع دون جمال للجدران أو الأخشاب ولكن كان جمال الإفخارستيا للسيد المسيح, حتي إنه في القداس الأول الذي أقيم في كنيسة الأنبا موسي لم تكن هناك ##ترابيزة أو هيكل## لوضع أواني المذبح فوقف شابان بلوح خشب يمسكانه بأيديهم وعليه ##صينية الجسد## فكان جمالا باهيا مثل العصور الأولي, ولذا نحن نصلي في كل حين ولا نخشي الإرهاب.
والرسالة الأخري من الصلاة في الكنائس المحترقة هي توصيل رسالة بضرورة معاقبة الجناة في هذه الأحداث حتي لا تتكر مثل هذه الأحداث.
* كيف يعيش الأقباط في هذه الفترة في ظل التهديدات ووضع علامات علي منازلهم ومتاجرهم؟
** لا نخفي أمرا أن الأقباط لديهم حالة من التوتر والإحباط مما تعرضوا له والخوف من القادم ولكن هذه الأحداث أعطت إيمانا وقربنا إلي الله أكثر من أي وقت وهذه المعاناة في المنيا أيضا يشعر بها المسلمون بعد تعطل أعمالهم ووجود المسيرات وإطلاق النيران وتكدير الرأي العام ولكن كل ما نثق به أن هذه الفترة ستكون مجرد أسابيع وتعود مصر أقوي من أي وقت من قبل.
* كيف تري استخدام المتشددين اسم الأقباط وقداسة البابا في محاولة لتحميلهم كل شئ وقع لهم؟
** ظهور قداسة البابا تواضروس الثاني في كادر أثناء إلقاء خطاب السيسي كان ضمن رموز وطنية مع شيخ الأزهر ورموز سلفية وشباب ولا يمكن إن كان البابا يتم دعوته لهذا اللقاء ويرفض في الوقت نفسه. إن البابا أو شيخ الأزهر لم يكونا شريكين في القرار الذي صدر بإرادة شعبية ظهر فيها الملايين من المصريين والأقباط خرجوا لكونهم مصريين وليسوا مسيحيين ولكن مصريين خرجوا بالأعلام المصرية بمطالب مصرية وليس طائفية ومحاولة تحميل الأقباط مسئولية فشلهم أمر يتعلق باللعب علي وتيرة الدين واستقطاب البسطاء ولكن من الظلم أن يمنع الأقباط أن يشاركوا كمواطنين مصريين.
* ما رأيك في الموقف الدولي وعدم إدانة الاعتداءات علي الكنائس؟
** الموقف الدولي يعتمد علي التسويق الإعلامي وكيفية عرض الحقائق والصور لأن الإخوان يمتلكون إعلاما وعلاقات تعطي لهم الفرصة في تقديم صور غير حقيقية والأمر الآن يتغير في دول كثيرة فنجد أكثر من 140صحيفة وقناة دولية غيرت الرأي بعد كشف الحقائق وعندما جاءت قنوات وصحف أجنبية لمشاهدة آثار التدمير بالكنائس لم يتصورن الواقع بهذه البشاعة وكانوا متأثرين بدرجة كبيرة وهم لم يتصورا الواقع بهذا الألم.
* ماذا عن خطة بناء الكنائس المدمرة؟
** تم تكوين لجنة بالمجمع المقدس للتشاور مع الحكومة حول خسائر الكنائس التي دمرت وبدأت عملية الحصر والقوات المسلحة قامت بتكليف شركة مقاولات كبري للقيام بعملية إعادة الكنائس التي دمرت وهناك لجنة من القوات المسلحة شكلت لحصر الخسائر وتقديم تقارير حول الواقع لاسيما أننا قادمون علي فصل الشتاء ومن الصعب الصلاة في أجواء الشتاء بالخارج مثل ما نقوم به الآن بإقامة سرادق خارج الكنائس للصلاة بها.
* ماذا عن تعويض خسائر الأقباط في متاجرهم ومنازلهم؟
** نحتاج لفتح حوار مجتمعي لبحث كيفية تعويض الخسائر ونحن نقوم الآن بعملية حصر لممتلكات الأقباط وسوف نتحاور مع الحكومة لبحث كيفية التعويض فضلا عن أصحاب الخير.
* هل تعتقد نيافتكم أن موجة العنف سوف تتوقف ضد الأقباط خلال الفترة المقبلة؟
** أعتقد أنه لن يكون هناك موجات عنف منظمة علي نطاق واسع مثلما حدث يوم الأربعاء الدامي ولكن ستكون هناك أعمال عنف في مناطق متفرقة من سلب أو نهب أو خطف أو فرض إتاوات مثلما يحدث الآن في مناطق متفرقة بالمنيا من بقايا الإخوان بعد عملية المطاردة الواسعة التي تقوم بها الحكومة الان والأمر يحتاج إلي تجفيف منابع الإرهاب ولاسيما في القري وتقديم الجناة والمتورطين للمحاكمة مع غلق طرق التمويل لهذا الإرهاب.
* ماذا عن متابعة البابا تواضروس للأحداث؟
** قداسة البابا تواضروس في اتصال مباشر يوميا معنا من أجل متابعة الأوضاع والرصد وهو يشكر الله أنه لا توجد خسائر بشرية أما المباني فهي قابلة للتعويض, وهو دائما يقدم كلماته بأن كل شئ يعمل للخير ونحن نصلي إلي الله في كل وقت من أجل السلام والاستقرار لمصر. أما النقطة الثانية التي تحدث فيها البابا فهي ضرورة أن تتخذ الحكومة كافة الإجراءات لتقديم الجناة والمتورطين في كافة أحداث العنف التي وقعت منذ يوم 30يونية والبابا أكد أن الأقباط لا يطلبون حماية من الغرب إنما الحماية الأولي لهم من الله والحوار مع المصريين والدولة للحفاظ علي بلادنا.