يمثل السحر والشعوذة مظهرا أساسيا من مظاهر الخطر علي المجتمع المصري أو أي مجتمع بشكل عام, فمن الخطورة البالغة بل والجهل أن تتحكم حياتنا هذه الثقافة المختلفة والتي تفتح علينا أبواب الشرور. وتأكيدا لأهمية هذا الموضوع ناقش برلمان شباب وطني ظاهرة السحر والشعوذة وخطورتها علي المجتمع, فالمجتمع العربي ينفق خمسة ملايين من الدولارات سنويا علي أعمال السحر والشعوذة.
في بداية الجلسة قال العضو وسام وديع أن عالمنا تنتشر فيه الرغبة في الحصول علي المال بأي وسيلة وهناك من يحاول الحصول علي المال بالطرق غير المشروعة فنجد من يلجأ إلي السرقة والنصب وآخر يتجه إلي الاتجار في المخدرات.. إلخ. ويعتبر عالم السحر من أهم مصادر تكوين الثروات بشكل غير مشروع, خاصة عندما يشتهر ويذاع صيت القائم به, وأعمال السحر والشعوذة كلها أعمال شيطانية مضللة ولا يمكن الاعتماد عليها في الحياة فأين الله في حياتنا حتي نلجأ إلي كل هذه الأعمال, فالإنسان المؤمن يكون أكثر رضا عن حياته ويلجأ إلي الطرق الشرعية للكسب المادي ونسج العلاقات الناجحة مع المحيطين به.
وقالت شيماء سعيد إن الله هو القادر علي كل شئ ولا يوجد قدرة إلا لله والإنس والجن وما إلي ذلك لا يوجد لهم أي سلطة علينا وعلي أفعالنا.
وتطرق الحديث إلي جزء آخر مهم في الموضوع ذاته وهو التنويم المغناطيسي فعرفه العضو إسلام يحيي هو علم (Hyphosis) أو العلاج بالإيحاء يرجع إلي عهد القدماء المصريين عندما كان هناك معابد للنوم أو ما يسمي بالنوم العلاجي ويشاع خطأ اسم التنويم المغناطيسي علي هذا العلم. والتنويم المغناطيسي ليس عملية السيطرة علي العقل ولا عملية غسل المخ ولا سحر أسود أو أي نوع من أنواع الشعوذة.
وأضافت شيماء عادل أن للتنويم المغناطيسي أهمية حقيقية في علاج مشاكل الأعصاب والأرق والصداع وإدمان الكحول أو المخدرات, فالتنويم الإيحائي أو المغناطيس هو أحد مباحث علم النفس وأول من استخدمها المصريون القدماء ثم اليونانيون وأعاد اكتشافه في العصر الحديث الطبيب السويسري فرانز أنطوان في القرن الثامن عشر عندما استخدمه لتحذير مرضاه.
وتحدثت عفاف عبدالخالق عن رفضها لقراءة الطالع والبخت والفنجان فهذه الأمور مليئة بالغش والنصب وهي أعمال غير شرعية ولابد أن يرفضها المجتمع..
وفي نهاية جلسة البرلمان اتفق الأعضاء علي ضرورة آرائهم عدم الأخذ بهذه الأعمال الشيطانية وعدم اللجوء إليها لأنها تجعل المجتمع أكثر تخلفا وتقف أمام تطوره. لذلك لابد من محاربتها والتصدي الحاسم لها لأنهما تشكل عائقا كبيرا أمام النمو والتطور الأخلاقي والقيمي والثقافي. وطالب الأعضاء بتصدي المؤسسات المعنية من دور عبادة (المساجد والكنائس) والإعلام وكافة وسائله للتصدي لثقافة الدجل والخرافة والشعوذة, وتشجيع سبل التفكير العلمي والمنطقي ونشر الثقافة الحادة الواعية كسبيل ومدخل مهم كتقدم مصر.