تراجعت مؤشرات كافة الأسواق المالية العربية وعلي رأسها الأسواق الخليجية في شكل كبير خلال الأيام الماضية من جراء الأحداث الساخنة في مصر حيث هبط مؤشر دبي عند الإغلاق بنسبة 4.32% إلي 1543 نقطة وتكبد سهم إعمارالقيادي النسبة الأعلي من الخسائر نحو 10% قبل أن يغلق علي خسارة بنسبة 8.26% والمعروف أن شركة إعمار العقارية لها مشروعات مختلفة في مصر- كذلك أغلق سهم شركة طيران العربية التابعة لإمارة الشارقة والتي تملك مركزا ثانيا لعملياتها في الإسكندرية علي خسارة بنسبة 6.09% بعدما بلغت الخسائر الحد الأقصي عند الافتتاح 10%وسجل سهم شركة الإنشاءات أرابتكخسارة بواقع 6.74% عند الإغلاق.
الجدير بالذكر أن مؤشر سوق أبو ظبي انخفض بنسبة 3.68% فيما خسر سهم عملاق الاتصالات المدرج في السوق اتصالات 2.87% من قيمته علما أن الشركة تدير عمليات لها في مصر عبر اتصالات مصر وقد أغلقت سوق الكويت كذلك علي تراجع بنسبة 1.76% ووصل مؤشرها إلي مستوي 6822 نقطة, أما سوق الدوحة فقد أغلقت علي انخفاض بنسبة 2.95% فيما خسرت سوق مسقط 3.02% والمنامة 1.43% ولكن سوق الأسهم السعودية وهو الأكبر في المنطقة العربية لم تتأن إذ أنها بدأت عملها السبت بينما باقي الأسواق العربية تفتتح تداولاتها للأسبوع أيام الأحد.
انخفاض أسواق الخليج أرجعها علي النمش في تصريحات له بثتها وكالات الأنباء العربية للأحداث في مصر حيث توجد استثمارات خليجية في مصر في العديد من المجالات خاصة الصناعة والسياحة والاتصالات والبنوك والعقارات ويري النمش أن البورصة المصرية والتي أغلقت مع البنوك في خضم الأحداث في مصر فقد المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية 16% في آخر جلستين قبل اتخاذ قرار الغلق كذلك تراجع الجنيه المصري لأدني مستوياته علي مدار 6 سنوات, ويأتي قرار غلق البورصة والاستمرار في الغلق تم اتخاذه بالتنسيق والتشاور مع د. زياد بهاء الدين رئيس هيئة الرقابة المالية خوفا من مزيد من التدهور.
ويري الرئيس التنفيذي لـدويتشه بنكهنري عزامأن الهبوط الجماعي لأسواق المال العربية وتحديدا الخليجية يرجع في المقام الأول إلي عدم تمييز صناديق الاستثمار الأجنبية بين دولة عربية وأخري معتقدين أن الأحداث في مصر قد تمتد إلي دول المنطقة بأسرها, إلا أنه توقع أن يلجأ المستثمرون المحليون إلي الشراء في ضوء الأسعار المغرية التي وصلت إليها أسعار غالبية الأسهم في المنطقة.
وفيما يتعلق بموقف السندات أوضح هاني توفيق الخبير المالي المعروف أن فرق العائد بين الأسهم والسندات في المنطقة يرتفع لمصلحة الأسهم لاستيعاب الأخطار السياسية المتزايدة مضيفا أن حالة عدم اليقين تجعل المستثمرين الأجانب يشككون في جدوي حضورهم لأسواق المنطقة وهناك عملية بيع بلا تمييز في أسواق المال العربية وخاصة الخليجية لأسهم الشركات سواء كانت عاملة في مصر أم لا.
وفي تحليلات له للوضع الراهن لأسواق المال العربية أوضح روبرت مكينون المدير الاستثماري في مؤسسة آي إس آي إس كابيتال أن هناك افترضا من المستثمرين الأجانب أن الاضطرابات في مصر قد تنتقل لدول عربية أخري وهذا خطر لايريدون المشاركة فيه.
الجدير بالذكر حقا أن الاضطرابات في مصر أصابت البورصة الإسرائيلية بأكبر خسارة لها منذ مايو المنصرم من العام الماضي 2010إذ أثارت الأحداث في مصر مخاوف كبيرة من محاولة خفض الأجانب استثماراتهم في إسرائيل.وقد انخفض بالفعل مؤشر الأسهم القيادية الذي يضم 25 سهما في بورصة تل أبيب 2.5% بينما تراجع المؤشر الأوسع نطاقا 2.7% وهو ما دفع أحد الخبراء الماليين المهتمين بأسواق المال في الشرق الأوسط للقول إن القائمين علي البورصة في إسرائيل لايتوقعون أي تدافع للبيع ولكن الجميع يتابع الأوضاع عن قرب خاتما بالقول إن المستثمرين المحليين اشتروا في المستويات المنخفضة.