منذ بداية الخليقة والإنسان يخاف الموت ويرتعب منه لأن الموت هو الحدث الوحيد الذي لم تجد له البشرية حلا أو علاجا بالرغم من التقدم العلمي المذهل الذي وصل إليه الإنسان ولكن السيد المسيح هو الشخص الوحيد الذي استهزأ بالموت وأفقده قيمته وهزمه بقيامته من الأموات.
لقد قام السيد المسيح نعم بالحقيقة قام… قام ناقضا أوجاع الموت. إذا لم يكن ممكنا أن يمسك منه (أعمال الرسل 2: 24).
قام المسيح ظافرا منتصرا كاسرا شوكة الموت قائلا أين شوكتك يا موت؟ أين غلبتك يا هاوية (كورنثوس الأولي 15: 55).
لقد قام السيد المسيح من بين الأموات فتغير معني الموت بعد أن كان مصدر خوف ورهبة وإزعاج حتي للأنبياء في العهد القديم فقد صار بعد القيامة اشتهاد وربح كما قال بولس الرسول لأن لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح (فيلبي 1: 21). فلم يعد القبر هو نهاية المطاف بل هو الجسر الذي نعبر به من عالم الشقاء والأتعاب إلي عالم الراحة والأمجاد ومن العالم المادي إلي العالم الروحاني السماوي.
نعم… عند كل القبور تذكر الموت الذي أطفأ شعلة الحياة. أما عند قبر المسيح فنذكر الحياة التي قهرت ظلمة الموت.. فبقيامته جعل من صليب العار والهوان فخرا ومجدا يزين الإعلام والتيجان وارتفعت الرايات والهامات معلنة حدثا إعجازيا. فقد حل الأمل محل اليأس والفرح والبهجة محل الحزن والرجاء والتسامح محل العنف.