أخجل مع دمع أمي
أحن إلي خبز أمي وقهوة أمي
وأعشق عمري لأني حين أموت
أخجل من دمع أمي
هكذا كتب محمود درويش عن حنينه لأمه…يحب الحياة فقط من أجل ألا تبكيه أمه لو مات!فما بالك بمن فقد أمه…ولم يستطع أن يودعها فهل يخجل من دمعه علي أمه؟!
كنت أبيت في غربتين…غربة المسافات…وغربة المرض….وكلاهما منعاني من السفر لوداع أمي…وعشت وجع البعاد ووجع المرض…وأدركت أن للدموع معني إذا ما ارتبطت بالمكان والزمان المنشودين…أو كما يقول المثل الشعبيي حلا البكا علي راس الميت…الدموع بعيدا عن مكانها وزمانها ولمن يستحقها كالماء المالح لا تروي ظمأ الحزين ولا تسد رمق فجيعته فما بالك لو كانت الراحلة هي الأم؟!
اختلط وجع المسافات بوجع المرض بوجع الفراق وأمي تفرد جناحيها وتطير كالفراشة إلي آخر المدي…ويركض دمعي خلفها ولا يلحقها…ولكنها انتقلت إلي المسيح وذلك أفضل جدا… أما أنا فالروح قوية والجسد ضعيف ورغم اشتهائي للانطلاق خلف الفراشة…فجسدي عاجز عن اللحاق بها ولكن روحي ستلتقي معها…حتما…معذرة يا أمي وصلي من أجلي أمام عرش النعمة.