تفجرت ثورة الشباب في الخامس والعشرين من يناير وفي خضم الثورة البيضاء أحرق المتظاهرون مقار الحزب الوطني الديموقراطي.. وهنا برزت تساؤلات علي رأسها هل تجري عملية إفاقة خاصة للحزب الحاكم بعد تولي الدكتور حسام بدراوي الأمانة العامة للحزب وأمانة السياسات وهو شخصية إصلاحية لايختلف عليها الكثيرون.
فصل الحزب عن الرئيس
قال الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير السياسي بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية: الحزب الوطني ظل محتكرا للسلطة منذ ثورة 1952 تحت مسميات مختلفة دون وجود تداول سلمي للسلطة وهذا الحكم الشمولي واحتكار السلطة أسفر عن نكبات في النظام السياسي المصري وكارتفاع معدلات البطالة وانتشار الفساد بأنواعه الزمر الذي تطلب ضرورة التغيير والذي قاده الشعب المصري بالفعل وفي حالة استمرار عملية الإصلاح الدستوري سيحدث بالفعل تغيير في البنية الحزبية كلها بما فيها الحزب الوطني.
وأضاف ربيع:ولكي يشعر الشعب بالتغيير لابد من فصل الحزب الوطني الحاكم عن رئاسة الدولة ووجود شخصية مثل الدكتور حسام بدراوي مهم كأمين عام للحزب سوف يغير من حال الحزب كثيرا وقد يتحول الحزب الوطني في يوم من الأيام إلي حزب معارض وسوف يعود الحزب مرة أخري ليس بصفته الحزب الحاكم وإنما بصفته الحزبية فقط أما عملية وجود حزب مهيمن علي الحياة السياسية فهو أمر سيقرره الشباب الذي قاد الثورة.
كان الحزب المتوحش
ومن جانبه قال صلاح عيسي رئيس تحرير جريدة القاهرة:الحزب الوطني سيتواجد علي الساحة السياسية ولكن ليس بالمساحة التي كان عليها من قبل وربما يتحول إلي حزب صغير أو متوسط وربما ستصبح له رؤية فكرية وسياسية مختلفة.
وأشار عيسي:في السنوات الخمس الأخيرة بدي الحزب الوطني وكأنه حزب الرأسمالية المتوحشة وأدمج نفسه في جهاز الدولة وكان أشبه بوكيل عنه في تقديم الخدمات العامة وبالتالي إذا تحول في رؤياه إلي حزب طبقي بعيدا عن جهاز الدولة ستكتب له الاستمرارية ,كما أن الأمر يتطلب تجديد مستويات قيادية بالحزب وهو ما تم بالفعل.
أضاف صلاح عيسي:حالة الحزب الوطني الآن تشبه حالة حزب البعث في العراق وحزب التجمع الدستوري في تونس,فعندما إنهار النظام الذي كانت تعبر عنه هذه الأحزاب انهارت هذه الأحزاب وضعف قوتها.
حزب حقيقي!
من جهة أخري قال حسين عبد الرازق الأمين السابق لحزب التجمع الحزب الوطني مات يوم 25 يناير مع قيام ثورة الشعب المصري التي تنادي بالتغيير والإصلاح,ومحاولة إحيائه مرة أخري ليست بالأمر السهل خاصة أن هناك إصرار علي الفصل بين الحزب وأجهزة الدولة ويتوقف هذا علي عدة أمور منها أن يتحول الحزب من تجمع لأصحاب المصالح إلي حزب حقيقي لايبقي فيه إلا الذين يدينون بفكرة الحزب,ومدي التطور الذي يجري في مصر الآن وضرورة التعددية الحزبية في المرحلة القادمة وإجراء انتخابات نزيهة لا يحظي فيها الحزب الوطني بأغلبية برلمانية.
وأضاف الشباب لايمكن أن يشكلوا حزب في المرحلة المقبلة رغم وجود هدف مشترك بينهم هو التغير والإصلاح وذلك لأنهم لايملكون فكرا واحدا يجعلهم يجتمعون في حزب واحد.في حين قال الدكتور جهاد عودة عضو أمانة السياسات بالحزب الوطني ما حدث درس قاس للحزب الوطني لابد من الاستفادة منه لأنه أغفل القوة الحقيقية لهذا الشباب وتلك الحركات الاحتجاجية والحزب الوطني سيستمر علي الساحة السياسية ولكن يرؤي مختلفة.
وأضاف: التغيير هو الطريق الأمثل للخروج من عنق الزجاجة بحيث يلمس الشعب المصري نتاج هذا التغيير في شكل إصلاحات وتعديلات دستورية وتشريعية وإعادة هيكلة جميع مؤسسات الدولة الاقتصادية والاجتماعية ورفع مستويات المعيشة وزيادة الاستثمار وتحقيق الضمان الاجتماعي للفقراء.