لقد قرر الإنسان المحب أن يعيش مع محبوبته في حياة دائمة وأن يبذل قصاري جهده للحفاظ علي هذا الحب, وأيضا نري المحبوبة التي تبحث عن حبه وتحافظ عليه وتضعه بين جوانح قلبها ويظهر ذلك في الكثير من أشهر قصص الحب علي مر التاريخ فتدور أحداث هذه القصص الرومانسية ونجد أن المحبوب يموت من أجل حبيبته فهل هناك حب أعظم من ذلك, أن يتخلي الإنسان عن حياته من أجل شخص آخر, فإذا وجد في عالمنا اليوم حب بهذا الشكل أتصور أنه سيكون أسطورة القرن 21, ومن أشهر تلك القصص علي مدار التاريخ:
روميو وجوليت:
ربما تكون أشهر قصص الحب علي امتداد التاريخ علي الإطلاق, فقد تمثل قصتهمها مأساة أبدع في كتابتها الشاعر الإنجليزي الأشهر وليام شكسبير, وهي قصة شابين ينتميان إلي عائلتين استحكم العداء بينهما, لكن الحب جمعهما وغامرا بالارتباط لكن موتهما المأساوي وحدر العائلتين المتحاربتين في نهاية المطاف.
كليوباترا ومارك أنطونيو
قصة الحب الحقيقي التي ربطت كليوباترا وأنطونيو تعتبر من أشهر قصص الحب التي لا تنسي والتي تثير التعاطف مع بطليها, وقد جسد شكسبير هذه القصة التي تخلد الحب بين شخصيتين تاريخيتين في مسرحية مأساوية بعنوان أنطونيو وكليوباترا, وتمثل العلاقة بين هاتين الشخصيتين اختبارا حقيقيا للحب, لقد وقعا في الحب من أول نظرة, لكن هذه العلاقة بين القائد الروماني أنطونيو وملكة مصر كليوباترا أثارت غضب الرومان الذين كانوا يخشون من تنامي قوة المصريين نتيجة هذه العلاقة, وعلي الرغم من موت كليوباترا, فانتحر بسيفه, وحين علمت كليوباترا بموته شعرت بصدمة شديدة ولم تحتمل ذلك فانتحرت هي الأخري.
لانسيلوت وغوينفير:
فقد وقع لانسيلوت في غرام الملكة غوينفير زوجة الملك آرثر, وتطورت علاقة الحب بينهما ببطء وسرية, لكن الملكة لم تستطع صبرا وأعلنت عشقها له ثم هربا معا وفي ذات ليلة هاجمت مجموعة تابعة مؤلفة من 12 فارسا بيت العاشقين, فتمكن لانسيلوت من الفرار, لكنهم ألقوا القبض علي غوينفير فحكم عليها بالموت حرقا بتهمة الزنا وبعد أيام عاد لانسيلوت لإنقاذها من الحرق وحين ألقي القبض عليه انقسم الفرسان بين من يريد قتلهما ومن يريد العفو عنهما, مما أضعف حكم الملك آرثر المهم أن الأمر انتهي بالعشيقين إلي كنيسة بائسة.
تريستان وأيسولد:
قصة الحب المأساوية بين تريستان وأيسولد حدثت في العصر الوسيط أثناء حكم الملك آرثر, فقد كانت أيسولد ابنة ملك أيرلندا وتمت خطبتها إلي ملك كورنوول, وهو مارك الذي أرسل ابن أخته تريستان لمرافقة أيسولد إلي كورنوول, لكنهما وقعا في الحب أثناء الرحلة وقد أتمت أيسولد زواجها من مارك, لكنها لم تستطع نسيان حبها لتريستان واستمرت علاقة الحب هذه بعد الزواج وحين علم الملك مارك لاحقا بأمر هذه العلاقة, سامح أيسولد لكنه حظر علي تريستان دخول كورنوول, فأعياه المرض وأرسل بطلب أيسولد لعلها تشفيه, لكن أحدهم أبلغه أنها ترفض القدوم فمات, وحين وصلت الحبيبة كان الوقت متأخرا جدا.
أورفيوس وإيرودايس:
هي قصة حب يونانية قديمة, فقد وقع أورفيوس في غرام ايرودايس وتزوجها وعاشا حياة هانئة, ثم رآها أحد الإقطاعيين اليونانيين فأحبها, وبينما كان يطاردها ذات يوم وقعت في حوض من الأفاعي وقضت مسمومة أصيب زوجها بإحباط وحزن شديدين وقضي بقية سنوات حياته ينشد الأغاني الحزينة حتي مات.
قيس وليلي:
إنها قصة الحب مستحيل التحقق دارت أحداثها في الجزيرة العربية وظلت الأجيال ترويها وكتبت حولها المئات من الروايات والقصائد والقطع الأدبية المختلفة, ومحضها أن قيس وليلي أحبا بعضهما البعض, وحين شاع خبر الحب الذي يربط بينهما, منعا من اللقاء فأصيب قيس بالإحباط وهام علي وجهه في الصحراء وصاحب الحيوانات, وامتنع عن الأكل والشراب فأطلق عليه لقب مجنون ليلي وأجبرت ليلي علي الزواج برجل آخر وبعد أن حرما من اللقاء في الدنيا, دفن قيس وليلي بعد موتهما في قبرين متجاورين.
ايلويز وإبيلارد:
أنها قصة حب خلدتها رسائل الحب التي تبادلها العاشقان وأصبحت مشهورة علي نطاق عالمي, لقد ذهب بيتر إبيلارد للدراسة في باريس واكتسب شهرة كفيلسوف في عام 1100 ميلادية, والتقي إبيلارد في مدرسة نوتردام بايلويز التي كانت المعلمة الخصوصية لابنة أخت فوليرت أسقف نوتردام, فارتبطا بعلاقة حب عميقة وأنجبا طفلا وتزوجا سرا وحين عرف فوليرت بالأمر استخدم أحد الخدام لخصي إبيلارد وهو يغط في نومه, فأصبح إبيلارد راهبا, وتحولت حبيبته إلي راهبة, وعلي الرغم من عجزه الجنسي ظل الحب حيا بينهما.
الملكة فيكتوريا والأمير ألبرت:
إنها قصة الملكة التي ظلت في حالة حداد علي موت زوجها لمدة 40 عاما, لقد كانت فيكتوريا فتاة مفعمة بالحيوية وتحب الرسم والتصميم والمرح, وقد ورثت عرش إنجلترا بعد وفاة عمها الملك وليام الرابع, وفي عام 1840 تزوجت الأمير ألبرت في البداية لم يكن يحظي بشعبية كبيرة لأنه ألماني ثم بدأ الناس يعجبون بصدقه وخلقه وإخلاصه للعائلة الحاكمة, وقد أنجبت منه تسعة أبناء كانت فيكتوريا تحب زوجها حبا جما وتعتمد علي نصيحته في الكثير من شئون الحكم وحين توفي ألبرت عام 1861 أصيبت فيكتوريا بإحباط وحزن عميقين, ولم تظهر علي العامة لمدة ثلاث سنوات, ولكنها ظلت علي حدادها عليه حتي توفيت عام 1901.
سليم وأناركيل:
هذه قصة يعرفها كل عاشق فقد وقع سليم ابن الإمبراطور أكبر في حب فتاة رائعة الجمال تدعي أناركيل لكنها كانت من بنات الهوي, ولم يتقبل والده الإمبراطور أن يقترن ابنه بهذه الفتاة, وبذل كل محاولة لتشويه صورة أناركيل في نظر ابنه مما دفع بالابن لإعلان الحرب علي والده, فهزم أمام جيوش الإمبراطورية وحكم عليه بالموت, وحين حاولت أناركيل إنقاذه من الموت قام جيش الإمبراطورية بدفنها في الأسمنت المسلح أمام ناظري حبيبها وهي حية قبل أن يقتلوه.
شاه جاهان وممتاز محل:
في عام 1612 تزوجت الشابة الصغيرة أرجو ماند بانو بالشاب شاه جاهان ابن الخامسة عشر حاكم إمبراطورية المغول, وقد تغير اسمها إلي ممتاز محل, حيث إنها أنجبت منه 14 طفلا وربطت علاقة حب متينة بين الزوجين, وتوفيت الزوجة عام 1629 فحزن جاهان عليها حزنا شديدا, وقرر تخليد ذكراها ببناء تاجل محل الذي استغرق بناؤه 20 عاما وشارك في بنائه أكثر من 20 ألف عامل وألف فيل.
هذه القصص تكمن شهرتها في أن أغلبيتها لم تنته بالزواج ولكن كان الحب هو الذي يسيطر عليها حتي الموت لذا ظلت تنشدها الأجيال من بعدهم لأنهم أعلنوا راية الحب الأفلاطوني بكل صوره, وقد تغنوا به في جميع مقابلاتهم ذلك الحب الذي اندثر ولا نري منه شيئا في القرن الـ21, الحب الذي يفوق كل الشهوات الإنسانية ويرتفع بالقلب إلي أعلي مستوياته ويحلق في السماء وتتقابل الأرواح معا في انسجام تام.