حذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الفاو من أن عدم إعادة النظر في نظم إنتاج الغذاء سيؤدي إلي ظهور المزيد من أزمات نقص الأغذية وذلك بمناسبة إحياء العالم ليوم الغذاء العالمي, حيث كشفت أرقام صادرة عن منظمة الفاو أن عدد الجائعين في العالم وصل إلي نحو مليار شخص معظمهم من الأطفال في أفريقيا وآسيا.
دعا جاك ضيوف المدير العام للمنظمة حكومات الدول ذات الدخل المنخفض والعجز الغذائي إلي زيادة حصة الزراعة في ميزانيتها الوطنية والبالغة حاليا 5 بالمائة لتصل إلي 10 بالمائة علي الأقل لمواجهة أزمة الغذاء.
يذكر أن أزمة الجوع تفاقمت خلال العقد الأخير بسبب خفض المساعدات المخصصة للزراعة إلي 6 بالمائة من مجمل المساعدات التي قدمتها الحكومات عام 2006 مقابل 19 بالمائة عام 1980 وعدم استقرار أسعار المنتجات الغذائية الذي يتزايد يوما بعد يوم مما يشكل تهديدا جديا للأمن الغذائي.
أشارت الفاو إلي وجود مشاكل هيكلية فيما يتعلق بإنتاج الطاقة داعية حكومات وقادة العالم إلي الاتحاد أمام الفقر كشعار ليوم الغذاء العالمي.
كانت منظمات وفعاليات مناهضة للفقر نظمت احتجاجات بطرق مختلفة تزامنا مع انعقاد اجتماعات منظمة الفاو في روما للبحث في سبل مواجهة ظاهرة الجوع في العالم معتبرين أن الجهود الدولية لمكافحة الجوع غير مقنعة.
وعبر المحتجون عن سخطهم بتبادل الاتهامات بين الشمال والجنوب موضحين أن الشمال يتهم الجنوب بعدم الاستثمار في خطط ومشاريع زراعية فيما يتهم الجنوب الشمال بعدم تقديم مساعدات كافية لمواجهة الجوع, وبين تبادل الاتهامات تبقي أزمة الجوع ونقص الغذاء حقيقة تزداد منذ قرون وربما ستستمر إلي قرون مقبلة ما لم توضع خطط عاجلة لمعاجلتها.
علي الجانب الآخر وجهت جوزيت شيران المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي إنذارا شديد اللهجة إلي أغنياء العالم أن يقدموا الدعم وللفقراء وإلا فإن الدول النامية ستفقد ما أحرزته من تقدم ويزداد الجوعي.
المعروف أن الجوع يهدد السلام العالمي تهديدا مباشرا, باعتباره من أكبر دوافع الجريمة والهجرة غير الشرعية وتوريد الاضطرابات إلي الدول الغنية.