في الوقت الذي ينقشع فيه غبار المعركة بين الحزبين الرئيسيين في أمريكا علي سقف الديون لا يزال التعافي الاقتصادي متعثرا وسوق العمل ضعيفا, وبورصة الأوراق المالية متذبذبة, والجمهور متشائما, ويزداد تشاؤمه كل يوم. في مؤشر ##كيف نؤدي## التاسع نظر تسعة من كبار علماء معهد ##بروكنجز## إلي الخمسة أرباع سنة الأخيرة لتقييم أوضاعنا وحالتنا السياسية والاقتصادية. وفي مواجهة خطر ركود حقيقي, واقتراب موعد عقد مجمع ##آيوا## الانتخابي بعد ستة شهور فقط لا غير, فإن تأثير الأداء المتعثر للاقتصاد الأمريكي الضخم, بالإضافة إلي ثلاثة صراعات عسكرية, سيخيمان بظلال كثيفة علي انتخابات .2012
تشير الأرقام الرسمية إلي أن النمو الحقيقي في الناتج المحلي الإجمالي قد تجاوز بالكاد 1 في المئة في الربع الثاني من عام 2011, وأن الزيادة في الناتج المحلي في الربع الأول لم تزد عن 0.4% وهذه الخطوات السلحفائية لا تكفي لتقليل عدد الوظائف التي خسرها الأميركيون, وقد وصلت إلي 9 ملايين وظيفة, بسبب الركود الحالي. فبعد أن وصل معدل البطالة إلي أعلي نسبه له في شهر أكتوبر 2009 وهي 10.1% ظل هذا المعدل عاليا عند نسبة 9% ممتنعا عن التزحزح عنها, كما أن المدة التي استغرقها بقيت طويلة علي نحو متصل.
وعلي رغم أن قطاع الإسكان هو الذي يقود طريق التعافي من الركود الاقتصادي إلا أن أسعار العقارات هبطت أكثر في مختلف الولايات الأمريكية خلال العام الماضي. أما المستهلكون فقد أعربوا عن تشاؤمهم من إمكانية تحسن الوضع حيث هبط معدل ثقتهم إلي أدني درجاته في يوليو (الأسوأ منذ بدايات عام 2009).
أما موقف السياسة الخارجية فلا يزال صعبا حتي اللحظة الحالية حيث ارتفعت نسبة الخسائر البشرية الأمريكية في العراق وأفغانستان خلال الربع الثاني علي رغم أن الموقف ذاته كان قد تحسن منذ ذلك الحين.
وبعد المفاوضات المطولة والمتوترة بين الكونجرس والبيت الأبيض بشأن رفع سقف الدين العام وتقليص عجز الميزانية الفيدرالية, ما زال مستوي الثقة العام في الحكومة منخفضا. فهناك واحد من بين كل خمسة ناخبين يقول إنه راض عن الطريقة التي تمضي بها الأمور في الولايات المتحدة, وفقا لاستطلاع رأي أجراه معهد ##جالوب##. وكل حزب من الحزبين غير قادر علي توليد قدر كبير من الثقة علي رغم أن عددا مضاعفا من الناخبين يوافقون علي الوظيفة التي يتم أداء واجباتها من قبل أوباما كما يوافقون كذلك علي أداء الكونجرس. أما الجمهوريون والديمقراطيون فلايزالون منقسمين بشأن سياساتهم المفضلة التي تجعل من حل المشكلات أمرا شاقا بالنسبة للموظفين المنتخبين.
وعلي خلفية هذا الأداء الضعيف, ستتشكل ملامح انتخابات .2012 وفي جميع الانتخابات السابقة تقريبا كان الديمقراطيون يميلون إلي التركيز في حملاتهم الانتخابية علي الظروف الاقتصادية المحلية في حين كان الجمهوريون يركزون علي السياسة الخارجية والأمن القومي, ولكن الشيء اللافت للنظر بالنسبة لتلك الانتخابات أنه لم يحدث منذ أيام فرانكلين روزفلت أن أعيد انتخاب رئيس, أو حتي خاض رئيس انتخابات التجديد والبلد يعاني من نسبة بطالة تتجاوز 8%.