أصدرت كلية الإعلام جامعة القاهرة مؤخرا دراسة حول اتجاهات الرأي العام المصري نحو ثنائية الإعلام والشائعات, تضمنت الدراسة العلاقة التبادلية بين مفهومي الحرية والمسئولية في الأداء الإعلامي لكل من وسائل الإعلام التقليدية والحديثة, وأسفرت نتائج الدراسة إلي اعتقاد الجمهور إلي أن وسائل الإعلام الحكومية التقليدية مثل التليفزيون والصحف هي الروافد البارزة في تدعيم ثقافة الشائعات في المجتمع, وأكدت الدراسة أن الإنترنت يأتي في مؤخرة قائمة الوسائل والمصادر.
ونظرا لخطورة هذه القضية تقدم وطني هذا التحقيق.
قال د. عاطف العبد وكيل الإعلام بجامعة القاهرة إنه كلما زادت أهمية الموضوع ودرجة الغموض فيه زادت درجة الشائعة ويوجد العديد من الشائعات التي تشكل خطرا, علي الرأي العام مثل شائعات الأماني والأحلام وشائعات التي تبث الرعب والفوضي.
أوضح أن غياب وتأخر الإعلام الحكومي في الرد علي الشائعات يساهم بدرجة كبيرة في انتشار الشائعات, بالإضافة إلي وجود عدة عوامل تلعب دورا في الوقت الراهن في تفشي الشائعات مثل ظاهرة (s.m.s) وهذه المصادر تلقي مسئولية كبري في هذا المجال علي الإعلام الحكومي, فلابد أن تمتلك أجهزة وقنوات ترصد الشائعات بأسلوب الاتصال المباشر مع سرعة التصدي لها.
من جانبها قالت الدكتورة إنشراح الشال الأستاذة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة إنه من أهم الأسباب التي تساعد علي ترويج وتدعيم الشائعات غياب المعلومات والحقائق, وعلي سبيل المثال ما حدث في حادثة مقتل (هبه ونادين) بدأت وسائل الإعلام في بث وترويج الشائعات عن هذا الحادث دون وعي بالحقائق.
أضافت أنه من الخطأ المهني أن يلجأ الصحفي إلي أسلوب ترويج ونقل الشائعات, والصحفي يلجأ لهذا الأسلوب لافتعال مواقف غير حقيقية يساعد في نشر الشائعات لكي يغطي فشله المهني ويقوم بتلويث الرأي العام وتشويه صورة الشخصيات العامة, وهذا بدوره يؤثر علي استقرار المجتمع.
أوضحت الشال أنه أحيانا تفتعل الشائعة لتحويل الرأي العام بعيدا.
نوه صلاح عيسي رئيس تحرير جريدة القاهرة أن الإعلام ليست مهمته نشر وترويج الشائعات ولكن نشر الحقائق وإذا وصلت إليه الشائعة عليه أن يسعي إلي التحقيق من مدي استيفاء هذه المعلومة ويسأل الأطراف المعنية, وعلي الصحفي أن يبذل جهدا في التحري عن صحة المعلومة التي ترد إليه.
أضاف صلاح عيسي أن نشر الشائعات يفقد الوسيلة لمصداقيتها مع مرور الوقت وبالتالي تفقد القارئ, ويجب مراعاة أدبيات النشر فلا يجوز أن تختصر جزءا من الحقيقة أو نشر الواقع المبتور أو المنحاز لأحد الأطراف.
أوضح صلاح عيسي أن الشائعة رسالة اجتماعية لا تستقر ولا تصبح حقيقة وواقع إلا عندما ينشرها الإعلام وحين يتجاهلها الإعلام تموت وتضمحل علي, فعندما كانت وسائل الإعلام تتناول قضية أكياس الدم الفاسدة غير مطابقة للمواصفات وهنا تغيير المفهوم بمصطلح جديد هدفه الإثارة, والشائعات في وسائل الإعلام هي انفلات في التقاليد المهنية أو تضخم حادثة فردية.
الصحفي المتميز
وفي هذا الإطار قالت بهيرة مختار الكاتبة الصحفية بجريدة الأهرام إن سبب الشائعات وجود أجيال من الشباب لم ينضموا لمدارس صحفية لها كوادرها, فهناك صحف تعكس أيديولوجية وتعد مدارس صحفية لها كوادرها, والذين تربوا علي استراتيجيات وعلي أهداف ومفاهيم ضبط وربط عكس الصحف التي تقوم علي الشائعات مثل الذي ينشر رأي محامي المتهم في قضية ما فكيف يهتم الإعلام برأي في المتهم في قضية لم يبت فيها القضاء؟ فهنا الإعلام هو صانع الشائعة.
وركزت الدكتورة إجلال إسماعيل أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس علي أن الشائعة كمفهوم هي ظاهرة اجتماعية لها تأثيرها علي المجتمع مثل فكرة أو رأي أو مشكلة معينة أو حادثة ويتم الإشارة إليها عن قصد أو غير قصد صحيحة أو غير صحيحة, ومع وجود التكنولوجيا الحديثة مثل المحمول الذي يلعب دورا كبيرا في الشائعات, ووسائل الإعلام بشكل خاص تتبادل المعلومات من خلال تقرير ينشر في إحدي الوسائل المطبوعة عن حادثة معينه تبدأ بنقل المعلومة من قبل وسائل الإعلام مثل الفضائيات والقنوات الأخري.