إن الحادث المأساوي الذي تعرض له الطالب أيمن نبيل لبيب 18 عاما بالصف الثالث الثانوي بمدرسة ملوي الثانوية التجريبية علي أثر مشاجرة مع زملائه بسبب أحد المقاعد سرعان ما تحول لمشاجرة عنيفة واعتداء زملائه عليه باللكمات حتي فارقته الحياة, يلقي بظلال حزينة ومخاوف من انتشار العنف الطائفي داخل المدارس والجامعات بسبب التغطية الإعلامية غير المحايدة لمسيرة الأقباط في ماسبيرو الذي أشعل المجتمع المصري بنار الفتنة الطائفية.
وعن المخاوف من انتشار العنف الطائفي داخل المدارس والجامعات يقول الدكتور عمار علي حسن الباحث في علم الاجتماع السياسي: علي المسئولين في الدولة إصدار بيان يؤكدون فيه عدم اعتداء الأقباط في يوم الأحد الدامي علي الجيش في ماسبيرو, وإلا سيمتد العنف إلي الطلبة الأقباط في جميع المدارس والجامعات, محملا الدولة ما سيحدث من جرائم تستهدف الطلبة الأقباط فيما بعد.
مؤكدا أن ترك الأمور علي حالها دون علاج فعال والاكتفاء بـالمسكنات لم يعد كافيا, خاصة مع وصول المشكلة إلي الجماهير العريضة, التي كانت في السابق تضرب مثلا ناصعا في احترام العيش المشترك. فمن قبل كانت مشكلة المسيحيين تنحصر في اتجاهين, الأول هو شكواهم من عدم المساواة في بعض المواقع العامة, وحرمانهم من تقلد وظائف قيادية بعينها والثاني هو تخوفهم من الجماعات والتنظيمات المتطرفة التي تتخذ من الإسلام شعارا سياسيا لها, أما اليوم فإن العوام من الجانبين, يقدمون علي أفعال مستفزة, ويعتدي بعضهم علي بعض. مشيرا إلي أن ثورة 25 يناير لن تكتمل إلا ببناء نظام سياسي ديموقراطي مدني يعلي من قيم المواطنة وحقوق الإنسان, وتسود به دولة القانون, ويحقق للمصريين الكفاية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية, وحرية التعبير عن الرأي, والاستقلال الحقيقي عن السلطة بما يليق بمصر بعد هذه الثورة السلمية العظيمة.
ويوافقه الرأي نادي عاطف رئيس منظمة العدل والتنمية لحقوق الإنسان مؤكدا أن مثل هذه الحوادث تحدث كنتيجة طبيعية للمناهج التعليمية بكافة المراحل التعليمية التي تمتلئ بالشحن الطائفي وتحض علي الكراهية بين أبناء الوطن الواحد منددا بعدم تغيير المناهج بعد ثورة 25 يناير وتنقيتها من المواد التي تحث علي التعصب الديني وعدم قبول الآخر المختلف مع مراعاة أن تحتوي علي مواد تحث علي التسامح الديني وقبول الآخر.
معربا عن أهمية إيجاد حلول جذرية للأزمة الطائفية في مصر, محذرا من إمكانية اتساعها واستغلال جهات معادية لمصر لتلك القضية لتفتيت وتقسيم مصر علي أساس طائفي, معربا عن تخوفه من إمكانية انتقال ظاهرة العنف الطائفي إلي داخل حرم الجامعات المصرية بسبب تزايد نشاط التيارات المتشددة بالجامعات وسعيها لاستقطاب الشباب في ظل غياب الخطاب التنويري وفشل القائمين علي التعليم العالي أيضا في إعادة دور الجامعات كمنارة للتنوير.