[email protected]
أثار بيان مصر.. للمصريين لغطا واسعا بعد أن تم نشره في نهاية مقال يوسف سيدهم رئيس تحرير وطني العدد الماضي الذي أكد فيه علي ضرورة التلاقي بين سائر الفصائل الوطنية والسياسية في حوارات يسودها الود.. حيث أكد أن هناك حالة جديدة في مصر يجب أن تجمع بين المصريين, وأشار أن المجتمعين الذين أصدروا البيان يتحاورون بصفتهم الشخصية دون النظر إلي انتماءاتهم السياسية.
البيان فجر ردود أفعال لم تخل من الهجوم حيث تضم المجموعة الموقعة عليه سعد الكتاتني ومحمد مرسي القياديين بجماعة الإخوان المسلمين.. وهو ما لفت نظر الجميع خاصة المهتمين بالقضية القبطية.. وراحت الأقلام تتباري في مسلسل الهجوم والتخوين الذي نشهده منذ اندلاع الثورة لأي فصيلين يختلفان مع بعضهما البعض في التوجه أو الرؤية.. ورغم أنني ضد موجات التخوين وصيحات الإقصاء, إلا أنني لم أستطع تمرير سطور هذا البيان مرور الكرام دون أن أتساءل: هل يمكن لأشخاص يشغلون مناصب في تيارات ينتمون إليها أن يخلعوا رداء تلك المناصب عنهم ويتجردوا من انتماءاتهم ليشاركوا في حوار بشخوصهم فقط؟
هل يمكن أن ننسي تجربتنا كجريدة وطني معهم عام 2005 والتي انتهت بالفشل حتي أن يوسف سيدهم كتب بعدها ماذا يريدون الإخوان المسلمون بمصر؟ واصفا إياهم أنهم أبرزوا روح العنصرية في كتلتهم البرلمانية آنذاك.
فهل يمكننا أن نصدقهم؟ ألم نعي الدرس؟ هل يمكننا أن نتحاور معهم دون النظر لهم كأفراد في الجماعة وأفراد في حزب الحرية والعدالة؟
تساؤلات كثيرة حائرة تحتاج للرد ومن حقنا أن يرد علينا الموقعون علي البيان إن كانوا يريدون أرضية مشتركة فعلا دون وصاية من أحد علي سائر الفصائل لأن الإعلان عن بيان كهذا لابد أن يصاحبه رصد لردود الأفعال الغاضبة والرافضة والمؤيدة والعاقلة علي حد سواء, والتي أقف أنا في المحطة الثانية فيها وهي الرفض لأي حوار قبل إقرار الدولة المدنية فعلا وليس قولا.