حرص الرئيس في أحاديثه علي تطميننا قدم لنا وعودا متعددة. لكن هذه الوعود لا تكفي. فرغم هذه الوعود مازال يحدث في مصر ما يدعو إلي القلق والخوف والرهبة. السباق المحموم الذي يجري تحت السطح بين جماعة الإخوان المسلمين
نريد أفعالا لا أقوالا
حرص الرئيس في أحاديثه علي تطميننا قدم لنا وعودا متعددة. لكن هذه الوعود لا تكفي. فرغم هذه الوعود مازال يحدث في مصر ما يدعو إلي القلق والخوف والرهبة. السباق المحموم الذي يجري تحت السطح بين جماعة الإخوان المسلمين وعدد من التيارات السلفية علي سرعة تطبيق الحدود وتطبيق أحكام الشريعة يمثل خطرا شديدا علي مصر, وتبديل هوية الدولة المدنية والتضييق علي الحريات العامة والشخصية, وإخضاع كل صور الإبداع لرقابة دينية متشددة, وتحريم الفن والتصوير والغناء وتهديد السياحة التي تعد من أهم مصادر الدخل القومي. خطر المتشددين أنهم يريدون أن يتوغلوا في عقول وقلوب الناس ويجعلوا من أنفسهم أوصياء علي الناس ويخضعونهم للحساب ,فقد قام ثلاثة ملتحين بقتل شاب في كلية الهندسة كان يسير مع خطيبته في أحد شوارع السويس في وضح النهار.
ما يحدث هو بلطجة باسم الدين, ولا أتصور أن تسمح الدولة لثلاثة أشخاص بلا صفة بالتعدي علي حرمة الحياة الخاصة والحرية الشخصية لفتي وفتاة في مكان عام فتمتد أيديهم الآثمة بقتل الشاب, وقبلها أحرق السلفيون تمثال محمد كريم.
عدم وقوف السلفيين للسلام الجمهوري ولا دقيقة لموتانا مع أن عدم الوقوف للسلام الجمهوري لا يليق لأنه هذا السلام هو رمز الدولة.
من حقنا أن نخاف من وضع الدستور في أيدي من لا يحترمون السلام الجمهوري الذي هو رمز الدولة التي يعيشون فيها. جدل بين السلفيين والإخوان حول نائب الرئيس, ياسر برهامي يقول للرئيس إن تعيين نائب قبطي يعمق الطائفية, وينصح الرئيس بعدم تحقيق ما وعد به, وينصحه بأن لا يكرر قوله إن مصر دولة مدنية.
يجب تطبيق القانون علي من يهدد الحريات الشخصية, وصعب أن نعد كل ما يحدث من أخطاء وجرائم وفوضي وتهديدات, كل ما نستطيع أن نقوله إن ما كان يحدث من أخطاء قبل أن يحكم الرئيس محمد مرسي مازال يحدث وأكثر منه بعد أن أصبح محمد مرسي رئيسا لمصر. من حقنا أن نسعي ونطلب أن يتغير كل ما يثير الخوف ويؤكده, من حقنا أن نطالب بأمن وأمان وأن ينتهي كل نوع من أنواع التهديدات من المتشددين والخارجين علي القانون.
من حقنا أن نقول للرئيس محمد مرسي إن الدعوة وكلمات التطمين لا تكفي ولا تؤدي للسلام. نريد أفعالا لا أقوالا. نريد إجراءات ملزمة حقيقية.. نريد الأمان.
ليلي…