حتي منتصف الثمانينيات كانت الصحف السعودية لا تنشر صور النساء إطلاقا طبقا لتعليمات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, والكاتبة السعودية التي تنشر مقالا باسمها ينشر أعلاه برواز أسود علي عمود بديلا لصورتها!!.. وإذا نشر خبر عن شخصية نسائية عالمية أو محلية يوثق الخبر ببرواز أسود علي عمود كناية عن الصورة!!
في منتصف الثمانينيات تراجعت السعودية عن بعض هذه الأفكار التي ترجع إلي عصور الجاهلية وبدأت تنشر تدريجيا صور السيدات ونجمات العالم في جميع المجالات بالصحف والمجلات السعودية!
ذات يوم في الثمانينيات توجهت إلي الصيدلية في السعودية لشراء كولونيا مصرية.. قامت الدنيا ولم تقعد, هاج وماج صاحب الصيدلية السعودي, قائلا: ألا تعلم أنها ممنوعة!!.. ذهلت واستفسرت من زميله الصيدلي السوري, فهمت منه أن السعوديين يعشقون الكولونيا المصرية لتناولها بديلا عن الخمر!! لذلك حرمتها السلطات!
ممنوع الاختلاط في العمل مهما كانت الظروف.. وقعوا في مطب.. يجب نقل الطالبات والمدرسات في أتوبيسات خاصة, وبما أنه ممنوع منح رخص قيادة للنساء.. فإن قائد الأتوبيس رجل.. فقرروا للخروج من ذلك المأزق تعيين زوجة كل سائق أتوبيس مدارس بمرتب شهري يعادل مرتبه كمرافقة له تجلس بجاوره كحارس وكمراقبة لتصرفاته!!.. واتخذوا نفس القرار بالنسبة لعمال النظافة والسعاة والحراس في مدارس البنات!!
الرئيس العام لتعليم البنات في السعودية رجل حينما يتابع ويتفقد العملية التعليمية في المدارس يزورها بعد انتهاء العمل الرسمي في حضور مديرة المدرسة والحارس وزوجته, يتفقدوا الأنشطة والمعارض والفصول خاوية.. ليس من حقه أن يلتقي طالبات المدرسة!
لست قلقا بشأن ما يشاع عن إحياء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مصر, فما أكثر العلق الساخنة التي تلقاها بعض المتطوعين في السعودية علي أيدي النساء المصريات بسبب الصدام معهن.. وأثق أن نساء مصر جاهزات لسحق رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولن تسمحن أبدا بعودة عصور الجاهلية والظلام والاستعباد والقهر والذل!!