أشياء كثيرة يحتاجها الإنسان في حياته وفي يومه, تتنوع وتتغير ولكن أولها وأهمها هي الإحساس بالأمن والأمان, وهو ما نفتقده في حياتنا, إننا نعيش نوعا من المخاوف والانفلات الأمني, الأمن والأمان للصغار والكبار, خاصة الأمان في الشارع وفي البيوت, هو أمان تفتقده الأسرة في حياتها اليومية, لقد سمع الأطفال أخبار الثورة وشاهدوا وسمعوا لكل ما يذاع علي القنوات الفضائية, سمعوا ورأوا ولكنهم لم يفهموا أو يدركوا المعني الحقيقي لما يسمعوه من كلمات, مرة يرددون أن الشعب يريد إسقاط النظام وبعد دقائق معدودة يرددون بالروح بالدم نفديك يا مبارك, وبعد ذلك يسمعون الشعب يريد الحرية والديموقراطية والنظام, فيصبح ذلك هو ما يرددونه, وأحيانا يلجأ الطفل إلي والديه يسألهم عن معني الكلمات التي يسمعها ويرددها, ولا يستطيع الآباء والأمهات الشرح ومحاولة إفهام الطفل ومنذ أن انتهت الدراسة وحصلوا علي إجازة آخر العام الدراسي يريدون أن ينطلقوا إلي الشارع إلي الفضاء ويطالبون بالمصيف, ويتساءلون لماذا يظلون محبوسين في البيت؟ ولماذا يحرمون من الخروج والنزهة ويسمع الآباء والأمهات هذه التساؤلات ويلجأون إلي أعذار مختلفة لا ترضي أو تقنع الأبناء والبنات.
ويتمني الوالدان أن يحققا لأطفالهما ما يريدون ولكن خوفهم من الانفلات في الشارع وفقدان الأمن والأمان يسكنان قلوبهما خوفا علي سلامة الأولاد, فقد تعرض أطفال للخطف والمطالبة بفدية ضخمة لإعادة الطفل أو الطفلة لحضن والديه, وهناك أطفال اختفوا وضاعوا وتم العثور علي أجسادهم ملقاة في الشارع, وهناك رجال كبار يستطيعون حماية أنفسهم وينهال عليهم مجموعة من المجرمين والبلطجية وأرهبوهم بما يحملوه من أسلحة متنوعة وحصلوا منهم علي كل ما يريدون, وقد افتقدنا الأمان والأمن مع الانفلات الأمني والاعتداء علي السجون وهروب المساجين من عدة سجون في مصر وخارج مصر, وانطلق المسجون يحمل معه أسلحة متنوعة سرقها وبالطبع ليستخدمها في البلطجة والسرقة والاعتداء علي الآمنين وترويعهم, وهم يتواجدوا في كثير من الأماكن يعتدون ويسرقون وينهبون ويروعون الآمنين, يحدث هذا في القاهرة العاصمة محافظات مصر المختلفة, وقد وصل تجبر وسطوة هؤلاء إلي حد إخراج السكان من مساكنهم المملوكة وإلقاء أثاثهم إلي الشارع وإخلال هذه المساكن والبقاء فيها أو بيعها لآخرين ويحصلون علي المال دون خوف أو تراجع.
والغريب أن رجال الشرطة ا من المسئولين يعرفون هؤلاء البلطجية والمسجلين الخطرين والحرامية ويمكن في حملة موسعة أن يتم الاتفاق علي القبض عليهم وإيداعهم السجون وتقديمهم إلي محاكمات عاجلة ويتم عقابهم عقوبات رادعة وقاسية, وأعتقد أن هذه الإجراءات لها الأولوية قبل أي احتياجات أخري أو مطالب فئوية أو مناقشات يومية حول كل الموضوعات الخلافية, فلن يتحقق الاستقرار والاطمئنان والأمان إلا بتحقيق الأمن للأسرة للكبار والصغار ليشعيوا الحياة الطبيعية المستقرة والأمن ولا يحرموا من حقهم الطبيعي الإحساس بالأمان داخل بيوتهم والأمان في الشارع والأماكن المختلفة, هذا المطلب هو الأول والمهم وبعده تتوالي المطالب تباعا, هكذا تستقيم الأمور.