لخصت إحدي الدراسات مشكلة اضطرابات التغذية والتليفزيون في التسأول التالي: ما العلاقة بين تعرض الأطفال للتليفزيون وبعض اضطرابات التغذية لدي أطفال مرحلة الطفولة الوسطي 6: 9 سنوات؟.
وترجع أهمية هذه الدراسة للباحث ثروت فرج بمعهد الدراسات العليا بجامعة عين شمس إلي كثافة تعرض الأطفال للتليفزيون باعتبارهم الجمهور المستهدف مما يساعد علي ظهور اضطرابات التغذية لديهم, وتهدف الدراسة إلي تحديد العلاقة بين تعرض الأطفال للتليفزيون وبعض اضطرابات التغذية لهم من خلال التعرف علي نوعية المضمون الإعلامي المفضل والوقت المفضل لدي مرحلة الطفولة الوسطي, وكذلك معرفة أهم السلوكيات التي يكتسبها الطفل من مشاهدة التليفزيون, والتعرف علي نوع النشاط الذي يقوم به الطفل أثناء وبعد مشاهدة التليفزيون, وأيضا تهدف الدراسة إلي معرفة أسلوب تناول الأطفال للطعام أثناء المشاهدة.
وقد قام الباحث بتطبيق دراسته علي عينة طبقية عشوائية منتظمة قوامها 300 مفردة من تلاميذ المدارس الابتدائية للصفوف الأول والثاني والثالث في بعض مدارس محافظة المنيا. وجاءت أهم نتائج الدراسة كما يلي:
- معدل مشاهدة الأطفال عينة الدراسة للتليفزيون بطريقة منتظمة وغير منتظمة 100%.
- فترة ما بعد الظهر هي في المرتبة الأولي من معدل مشاهدة العينة بنسبة 44%.
- نسبة حب تناول المأكولات أثناء المشاهدة 63.67%.
- أحب المأكولات أثناء المشاهدة في المرتبة الأولي الشيكولاتة يليها الشيبسي ثم الكاراتيه.
توجهت علي الفور وطني بعد قرأتها لنتائج الدراسة إلي الدكتور وسام إبراهيم محمد إخصائي ثالث أمراض الباطنة وقلب في الرعاية العاجلة الذي علق علي النتائج بقوله: إنه يشيد بالباحث الذي أجري الدراسة. حيث إنه من خلال خبرته الشخصية العملية يستطيع أن يقول إن هناك 95% من الأطفال المترددين علي المستشفيات والعيادات الخاصة يعانون من سوء التغذية وهذا يرجع إلي أن نصفهم تقريبا يأكلون بمعدلات منخفضة والنصف الآخر يأكل بطريقة غير صحيحة. حيث يتناولون الوجبات السريعة التي تؤثر علي نموهم إلي الإصابة بالأنيميا, ويضيف إلي أن الدراسة نجحت في تقديم معلومات عن اضطرابات التغذية لدي الأطفال وأسبابها وإن كان يري الدكتور وسام إلي أنه لا ينبغي أن نلقي باللوم علي التليفزيون كمحور بل علي سلوكيات الأهل أنفسهم الذين لا يوفرون الغذاء المتكامل للطفل سواء أثناء مشاهدة التليفزيون أو لا.
وقد أكد الدكتور وسام أهمية الغذاء المتكامل للطفل وممارسة الرياضة التي تساهم بشكل كبير في حل هذه المشكلة ونمو جسم الطفل بشكل كبير.
واقترح بعض الحلول الأخري مثل متابعة وزن الطفل وطوله وعمل فحص شامل علي الأقل مرة كل 6 أشهر أو سنة يشمل أهمها التحاليل.
كما أضاف أنه ينبغي الابتعاد عن المشروبات الغازية. حيث إنها تؤثر علي كثافة العظام التي قد تؤدي إلي هشاشة العظام علي المدي البعيد سواء بالنسبة للكبار أو الصغار, والابتعاد عن أكلات الـTake away لعدم احتوائها علي العناصر الغذائية المساعدة لنمو الطفل بشكل صحيح, وكذلك أضاف أنه يجب عدم إكثار الطفل من تناول الشيكولاتة حفاظا علي أسنانه مع مراعاة غسل الأسنان يوميا بالفرشاة والمعجون بعد تناول الأطعمة.
ونصح الآباء والأمهات بمتابعة الأولاد وملاحظتهم. حيث إن التغذية الصحيحة والصحة الجيدة للطفل تساهم في تنشيط معدلات الذكاء لديهم خاصة أكل الزبيب. حيث ثبت أنه له دور في عمليات الذكاء, وممارسة الأطفال للرياضة يؤدي إلي تكوين قوام بدني رشيق, وكل ذلك يعتبر إعدادا للطفل في المستقبل ليعمل بصورة جيدة ومنتجة.
كما أشار الدكتور وسام إلي أن الاهتمام بغذاء الطفل يعد اللبنة الأولي نحو صحة جيدة في المستقبل.
وأخيرا توجه بكلمة إلي الأمهات إلي أهمية الاهتمام بالطفل بصورة عامة في كل شيء وليس الغذاء فقط, وذلك نظرا لجلوس الأمهات مع أبنائهن لفترات أطول من الآباء.
وتهمس وطني في أذن كل من يشاهد التليفزيون بأن يتخير الوقت المناسب لذلك في أوقات لا تتعارض مع تناول الوجبات الغذائية, وألا تقضم عزيزي القارئ الساندويتش وتشرب المشروبات الغازية أثناء المشاهدة, لأنها أحد العوامل التي تساعد في عملية اضطرابات التغذية بل عليك بالوجبة الغذائية المتكاملة.