أثارت التوقعات المؤخرة باحتمال وصول سعر برميل البترول إلي100دولار رعبا في جميع أنحاء العالم خاصة الدول الكبري,فقد سعي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلي حشد تأييد دولي لمواجهة ارتفاع أسعار النفط بالبحث عن طاقات بديلة وأهمها الطاقة النووية كذلك وجه انتقادات حادة لارتفاع سعر النفط-وذلك خلال زيارته لدول الخليج-في الأسواق العالمية وأعرب عند قلقه بسبب ما أسماه بالمستوي الوحشي لارتفاع سعر النفط وتأثير ذلك علي النمو الاقتصادي في العالم,كما أشاد ساركوزي بالدور الذي تلعبه السعودية لدفع الدول المنتجة للنفط باتجاه الاعتدال وأكد أن سعر المائة دولار للبرميل هو سعر مضاربات وأن السعر الحقيقي للنفط هو70دولارا للبرميل لكنه يمثل تخوفا شديدا لدول عديدة.
كما سبب التخوف من وصول سعر النفط إلي100دولار ذعرا في الولايات المتحدة فهو يضعف القوة التأثيرية للولايات المتحدة نفسها نظرا لانخفاض القوة الشرائية وبالتالي قلة الاستثمارات العالمية لأمريكا في مختلف أنحاء العالم بالإضافة إلي استهلاكها المحلي,ويزداد بالتالي حق الدول المنتجة للنفط في أمريكا مما يقلل من سيطرتها علي العالم.
ومع استعداد وزراء منظمة الدول المصدرة للبترولأوبكللاجتماع تتزايد الضغوط علي المنظمة التي تضم13دولة لزيادة الإنتاج بـ1.2 مليون برميل يوميا باعتبارها المنفذ المحتمل في هذه الأزمة في الوقت الذي يقترب فيه الاقتصاد العالمي من الركود,فيمثل تذبذب وارتفاع أسعار النفط أمرا سيئا بالنسبة لدولأوبكوالتي تعد واحدا من أسباب هذا التذبذب لكونها غير قادرة علي تطوير سياساتها الاستراتيجية.
كما تدرس كل من الصين والهند الكثير من الخطط لوقف استثماراتهما في مجال البنية الأساسية لعدم قدرتهما علي شراء كميات ضخمة من النفط وستعاني الدول الأكثر فقرا معاناة أكبر فأسعار النفط الجديدة ستقضي علي قائمة أفقر الدول فستتجه إلي زيادة الدين العام لدفع نفقات زيادة أسعار النفط.
أما بالنسبة لمجلس التعاون الخليجي والذي يضم ست دول مصدرة للنفط,فتتوسع قوتها التأثيرية في الأسواق المالية والدولية حال ارتفاع سعر برميل النفط إلي100دولار,لكن يري بعض المحللين وخبراء الاقتصاد أن الدول المستهلكة للبترول في هذا الارتفاع الحاد للأسعار ليست هي الخاسر الوحيد,فمع كل دولار زيادة في أسعار البترول يتزايد إصرار الدول الغربية علي اكتشاف مصادر بديلة للطاقة,وأيضا تقومأوبكبضخ المزيد من البترول في الأسواق من أجل وقف تصاعد الأسعار,رغم معارضة بعض الدول الأعضاء مثل ليبيا وفنزويلا لهذا الاتجاه لكن من وجهة نظراأوبكيعبر ذلك عن فلسفة دائمة للأوبك في تعاملها مع سوق النفط العالمية كما تنظرأوبكإلي أن ارتفاع أسعار النفط يحد من سرعة النمو الاقتصادي في معظم بلدان العالم لاسيما الدول الصناعية مما يعني تزايد الكساد العالمي وإضافة مزيد من الأعباء علي عالم محدودي الدخل أفرادا وبلدانا.