علي الرغم من أن الحب يكون أهم دوافع الزواج…إلا أنه قد يتواري بعد الزواج…ولا تحرص بعض الزوجات علي تجديد مشاعر الحب تجاه أزواجهن علي اعتبار أنه أصبح أمرا مسلما به, الأمر الذي قد يدفع الزوج إلي الدخول في مغامرات مختلفة من الإشباع العاطفي…فكيف تظلين الزوجة والحبيبة مدي الحياة؟
في البداية يقول د/عصام عبدالله الأستاذ بكلية الأداب بجامعة عين شمس: إن الإنسان بطبيعته يبحث عن شريك يتكامل معه والزواج هو سكن الحنان والتفاهم وكل امراة عاقلة عليها أن تعي أن الزواج لا يعني أنها ملكت الزوج, وأن التفاهم معه يكون في أمور المعيشة فقط, فلابد من فهم سيكولوجية الرجل باستمرار, والتجديد دائما والبحث عما يرضه. ومن ناحية الرجل البحث عما يرضي الزوجة ولايتبع سياسة التغيير بالقهر والإجبار, وهذا هو الشائع حاليا, فيريد منها أن تكون الصورة التي يرسمها ويشكلها وهذا خطأ, فلابد من اتباع سياسة التغيير بما يوافقني, وتوضيح مفهوم التنازل الذي نفهمه خطأ, فالتنازل بمفهومه الصحيح هو البذل والعطاء والحب وليس الإجبار والقسوة, ومن المهم أيضا تغيير الثقافة الشعبية, فقد اثبت العلم خطأ هذه الثقافة المتمثلة في عدد من الأقوال الخاطئة مثل(اذبح لها القطة) فهذا خطأ, فهي إنسانة لها حق التعامل برفق, وثقافة الاغتصاب أيضا مرفوضة تماما في التعامل مع المرأة أما من جهة المرأة, فعليها عبء في هذه المشكلة, فمثلا قول(جوزك علي ما تعوديه) هذا أيضا من الثقافة الشعبية التي أثبت العلم خطأها فأين الرفق في هذا التعامل؟ ولماذا سياسة التغيير بالعنف؟.
أضاف د/عصام إن هناك الجزء الأهم وهو الجزء القيمي, وهو أن الإنسان عندما يلاحظ نفسه إذا حدث وانجذب لأي إنسانة أخري لابد أن يكبح هذا التكفير ويقوم ميوله ورغباته وغرائزه باستمرار بين الصحخ والخطأ, لابد أن يكون هناك قيم أخلاقية, ولابد أن الذي يمنعه هو الرقيب الداخلي من الدين- القيم الاجتماعية والقيم الشخصية, فمثلا إذا كان هناك علاقة حب خالية من أي خطأ, وأن الإنسان متزوج, هل ينساق إلي هذا الحب أم إلي القيم الإنسانية؟ فإن هذا هو كبح العادات والشهوات, وحتي التفكير في هذه الإنسانة ليس من حقه, فلابد من أن نراعي أنفسنا في كل تفكير نفكره وخاصة إذا كان هناك نقص في شخصية الزوجة, أو عدم الاقتناع بها, أو عدم التفاهم, فلابد من معالجة هذه العلاقة بدلا أن تذهب إلي غيرها.
يقول الدكتور جمال شحاتة أستاذ الاجتماع بكلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان:إن الإنسان عندما يفتقد المشاعر التي اعتقد إنها موجودة في الإنسانة التي تم الارتباط بها طيلة عمره واصطدم في الواقع بعد الزواج منها فإنه يوجد ثلاثة أنواع من الرجال:النوع الأول إنسان يقبل الواقع ويسكت,النوع الثاني يرفض بشدة ويظل يبحث عن إنسانة أخري يشبع بها ميولة ورغباته حتي لو فعلا كان هذا الحب صادقا فهو تعويض شخصية افتقدها وتمني الارتباط بها,النوع الثالث نوع إيجابي يتعامل مع الواقع ويصلح العيوب ويخلق شخصية جديدة من زوجته في البيت.
ومن ناحية الزوجة فهي المعين النظير للرجل في كل شئ, لابد أن تفهم الرجل, فالكلمة الحلوة لا تكلفها شيئا, والاهتمام بالمظهر الذي يفقد بعدالزواج مع معظم السيدات.أما بعض الفتيات اللاتي ينظرن إلي رجل في عمر الأب وفعلا يقعن في حبه فهن مفتقدات الحب والحنان والشبع داخل الأسرة, فتبحث عنه في الخارج, والرجل يشبع بهذا الحب احتياجاته النفسية والعاطفية المفقودة.هناك شئ يسمي مهارات الحياة, وهو ليس كل ما يتمناه الإنسان يجده, وكيف أتعامل مع الضغوط ومنها هذا الضغط.
إن المرأة الثانية في حياة الرجل ليست بالضرورة امرأة فالمرأة الثانية التي يفكر فيها الرجل وتشغل باله وتساعده زوجته علي التفكير فيها والابتعاد عنها هي الهواية التي يحبها الرجل وينشغل بها عن بيته وزوجته لنادي والعمل والخدمة والأحفاد.فهؤلاء همالمرأة الثانية التي تشغل تفكير الرجل باستمرار, وهي بديل إيجابي لزوجته التي تهمله ولا تهتم, به عندما يفتقد للمشاعر يجدها في هؤلاء, وينصحك د. جمال: صادقي زوجك حتي تتعرفي علي المرأة الثانية ولا تفرحي عندما تعرفين أنها هواية أو عمل لكي تتعايشي معها بمحبة, دون أن تكون الضرة الثانية لك التي لا يمكن للرجل الاستغناء عنها, فإحداهما تكون محببه للمرأة وتترك رجلها لها بسهولة وهذا بداية الخطأ منك, فهذا يعني الاستغناء عن زوجك دون أن تدري.