نعم الموت قوي ولكن الحياة أقوي.الظلام قاس ومتسلط لكن النور أقوي وأكثر انتشارا.فالظلام لا يبدد النور ولكن النور يبدد الظلام.الخطأ فظيع ولكن الصواب أعظم.الشك واليأس لا يحتمل ولكن الإيمان والرجاء أعظم بركة.وبينما كانت الأرض الجريحة قابعة تنتظر إشراقة الصبح الساطعة تصارع نير حملها الثقيل بجحود وبرودة الإنسان العليل.وإذ بزلزلة عظيمة,بصوت الملاك معلنا المسيح قام في فجر طالما انتظرناه.أعظم المواعيد قيامة الرب الفريد.العالم يقدم وعودا ولكن لا يستطيع دائما أن يفي بمواعيده.الابن الذي كان ينتظر هدية والده في يوم تخرجه سيارة من نوع معين كعادة أقرانه وظل لشهور يحلم بنوع السيارة التي يتمني أن يهديها له والده.وفي مساء يوم التخرج قدم له والده الكتاب المقدس في لفة ورق من الهدايا ولكن الابن غضب وألقي بالكتاب علي الأرض (ورزع الباب) وخرج ولم يرجع مرة أخري إلا يوم وفاة والده وذهب الابن إلي البيت وبينما يجول في بيت أبيه رأي الهدية التي كانت لا تزال بلفتها وفتح اللفة وإذ به يجد علي الكتاب شيكا مصرفيا وكان بقيمة السيارة التي كان يحلم بها.نعم إن الآب السماوي يستطيع أن يهبنا كل شئ لأنه إله المواعيد,إنها ليست مواعيد خاوية أو خالية.
وإن كنت أذكر لكم عن مواضع خالية.الموضع الأول كان الصليب.عند الصليب رأينا الغفران ”اغفر لهم يا أبتاه”.كانت كلمات السيد علي الصليب وقبل أن ينزل عنه تاركا الخشبة فارغة ولكنها بقيت علامة شاهدة عبر الأجيال تذكرنا الذي حدث.لقد أنزل الجسد من علي الخشبة بعد التأكد من موته.والخشبة الملطخة بالدماء تذكرنا عبر آلاف السنين أن بريئا مات من أجل الخطاة طالبا المغفرة لقاتليه.أين نحن من تعاليم فادينا اغفروا بعضكم لبعض الزلات.هل طلبنا النعمة التي تمكننا من أن نغفر لبعضنا البعض.هذا ما ينبغي أن ندرب نفوسنا عليه أن نغفر لكل من أساء أو يسئ إن ما سامحنا به الرب يشجعنا أن نسامح من يسئ إلينا حتي لا نعطي فرصة للشيطان لأننا لا نجهل أفكاره 2كو2:10-11.كما أننا لا نجود بالمغفرة ولكننا ننالها من الله وهو الذي يعيننا علي مغفرة الآخرين ”لأن عندك المغفرة لكي يخاف منك…نفسي تنتظر الرب أكثر من المراقبين الصبح” مز130:4-6.
علي الصليب قدم السيح نفسا طاهرة وجسدا بلا خطية بل هو الكامل القدوس الذي لم يوجد شخص في التاريخ غيره قال عن نفسه ”من منكم يبكتني علي خطية”.وليس في روحه غش والكل عداه في الموازين إلي فوق ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد فالجميع قدام الله زاغوا وفسدوا واحتاجوا إلي بر الله.ولأنه هو الوحيد البار قدم نفسه فداء لكل الخطاة حتي أن من يؤمن به ينال حياة التبرير والتطهير من كل خطية.ومع فجر يوم الأحد كانت مجموعة من النساء تسرع نحو القبر للقيام بواجب تحنيط الجسد حيث لم يتمكن من أداء ذلك الواجب يوم الجمعة لأن الشمس غابت وحل السبت الذي لم يكن في استطاعة يهودي أن يكسره.
يا للهول إن احترام اليهودي ليوم السبت أكثر من احترامهم للإنسان.إنهم يسفكون دما بريئا بشهادة بيلاطس الذي غسل يديه قبل أن يوقع حكم الموت علي المسيح رغم تأكده من براءته مكتفيا بإلقاء اللوم علي الشعب اليهودي إذ قال إنني برئ من دم هذا البار.
إنه يبرئ نفسه ويغسل يديه ويلقي باللوم والإدانة علي غيره حيث هتف جمهور اليهود دمه علينا وعلي أولادنا.كم من مرات جلبنا العار والدمار علي أبنائنا بإهمالنا أو بسوء أفعالنا.وقبل أن ندين الآخرين ليتنا نأخذ الدرس والعبر حتي لا نورث أبناءنا الفقر والجهل والمرض بسبب الإدمان والانحراف وسوء التصرفات.ولكن في موت المسيح رأينا معني الغفران والأمل والرجاء في حياة أفضل فقد كانت صرخة المسيح وهو في قمة الألم ”اغفر لهم”.إن الوضع الطبيعي لإنسان طبيعي أن يلعن معذبيه أو علي الأقل يطلب لهم النقمة أو يتوعدهم بسوء العقاب وأقسي الجزاء إلا أنه طلب لهم الرحمة والمغفرة بل إنه وجد المبرر لفعلهم الفظيع.إذ أدرك أن الجهل قد أعمي أعينهم فلم يميزوا بين البار والأشرار,بين البرئ المحب مشبع الجياع وشافي الأمراض ومقيم الموتي وحسبوه مع اللصوص حيث علقوه علي خشبة بين اثنين من اللصوص والقتلة ومثيري الفتن والإرهاب.
ذهبت النسوة إلي القبر وكان شاغلهم الأكبر هو من يزحزح لهن الحجر الذي وضع علي باب القبر والذي يقدر وزنه بنحو طنين والنسوة لا حول لهن ولا قوة وتساءلن ”من يرفع لنا الحجر” ولم يدرين أن الذي رفع خطية العالم وأقام الموتي لن يقيده حجر أو أغلال ولا حراسات الجنود بأسلحتهم.
وماذا عن سلطان الرومان فالحجر الثقيل قد وضع عليه خاتم السلطة وكما نقول بلغة اليوم إنه ختم بالشمع الأحمر ومن ينقل الحجر لابد أن يكسر الشمع ويحطم نسر القوة الرومانية.وقبل أن تصل النساء إلي منطقة القبر كانت الأرض تهتز تحت أقدامهن فمع زحزحة الحجر كانت الأرض كلها تهتز إذ زلزلة عظيمة قد حدثت ويا لها من مفارقة عجيبة فقد رأينا السيد يأمر العواصف أن تهدأ والرياح أن تتوقف والأمواج أن تسكن بإشارة من يده أو بكلمة من فمه ولكن في فجر الأحد كان الأمر للأرض أن تهتز لينفتح القبر ومعه سلطان الظلمة ونير العبودية وأغلال الخطية لتسقط جميعها لأن الخلاص قد تم ومن الخوف ارتعد الحراس وصاروا كأموات.نعم إنها مقارنة أخري قام الذي مات وصار الأحياء كأموات مرتعدين رغم أسلحتهم وقوتهم وسلطاتهم.
نعم خشبة الصليب فارغة والقبر فارغ والأكفان فارغة إذ عندما دخل تلاميذه إلي القبر وجدوا الأكفان موضوعة في أماكنها ولكنها بلا جسد يا لها من دهشة وروعة كيف خرج الجسد من أكفان مربوطة وها هي كما هي في مكانها وبأوضاعها ولكن لن تمسك بالمسيح المقام.أيها الخاطئ والمحكوم عليه بالموت لأن أجرة الخطية هي موت.آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص.ويا من قيدتك أكفان الخطية وفاحت منها رائحة الشر ثق أن محرر الخطاة وفادي العصاة قادر أن يقيمك من موت الخطية.وإلي الذين رقدوا في الإيمان فالأحياء لا يسبقوا الراقدين الذين رقدوا علي رجاء القيامة.فالقبور ستنفتح والصخور سوف تتزحزح والأرض ستسلم من في باطنها لأن ملك الحياة غلب الموت بقيامته وتسمعون الصوت ”ادخلوا إلي أفراح السماء”.