تدق الولايات المتحدة آخر مسمار في نعش اضطهاد الزنوج بمعركة انتخابات الرئاسة التي تجري حاليا,وأحد أطرافها باراك أوباما الذي ينتمي لأصول أفريقية…وحتي هذه اللحظة يتفوق أوباما علي منافسه الأبيض جون ماكين.
ولم تحدث هذه التغيرات الجذرية في المجتمع الأمريكي,إلا نتيجة لجهود مستميتة من المجتمع نفسه وبسياسات مرسومة قادها السياسيون والمثقفون حتي قضت أو كادت تقضي علي رواسب التفرقة العنصرية.
ركزت هذه السياسات المرسومة علي وسائل الإعلام,وخصوصا أن تغيير مفاهيم وتقاليد ومعتقدات الشعوب من أصعب المهمات التي يواجهها المصلحون. (ولذلك تعتبر رسالة تحديد النسل من أصعب الإصلاحات الاجتماعية في المجتمعات النامية,ومنها مصر).
لجأت أمريكا في وسائل الإعلام إلي إصدار قوانين تفرض علي الأعمال الدرامية في السينما والتليفزيون أن تضع في كل سيناريو شخصية محورية أو رئيسية من بين الزنوج…حتي يتعود المشاهد الأمريكي علي وجود الزنوج في حياته اليومية وبشكل طبيعي.
إن الاعتراف بالآخر وبشكل تلقائي غير مفتعل يستلزم من المجتمع المصري بكل ألوانه جهودا مكثفة…ولا تكفي القوانين وحدها.
وبهذه المناسبة قرأت كلمات للزعيم غاندي ترسبت في أعماقي,منها ما قاله الرجل الذي علم الشعوب معني العصيان المدني السلمي لتحرير الهند: ##العين بالعين…تصبح البشرية كلها عمياء##.
وما قاله زعيم الزنوج في أمريكا مارتن لوثر كينج وهو يرفض العنف لتحقيق المساواة: ##الظلام لا يقهره الظلام…ولكن النور يفعل. والكراهية لا تقهرها الكراهية…ولكن الحب يفعل##.
واستقلت الهند,وحصل الزنوج في أمريكا علي حقوقهم.