+ الطبيب المحبوب:
وللوقت اجتمع كثيرون حتي لم يعد يسع ولا ما حول الباب فكان يخاطبهم بالكلمة. وجاءوا إليه مقدمين مفلوجا يحمله أربعة (مر 2: 2-3) قال قديما ابن سيراخ لا تتقاعد عن عيادة المرضي فإنك بمثل ذلك تكون محبوبا (سيراخ 7: 39) نعم أحبوه لأنه يبذل ذاته من أجل خدمتهم فتارة يبحث عن الضال في الجليل وأخري عن المريض والمقعد,في أورشليم كان يشفي كل الأمراض فهو الطبيب الشافي لكل أمراضنا الروحية والجسدية جاء من أجل شفاء مرض الخطية الذي لا يستطيع أحد أن يقوي عليه إلا المخلص الذي قال عنه الكتاب فلما سمع يسوع قال لهم لا يحتاج الأصحاء إلي طبيب بل المرضي لم آت لأدعو أبرارا بل خطاة إلي التوبة (مر 2: 17) لقد وجد الجموع في شخصه الراحة والشفاء لكل الأمراض يفتح العميان ويشفي اليد اليابسة ويقيم المفلوج ويطهر البرص ويخرج الشياطين مجانا ودون مصلحة إنما كما يقول الكتاب يريد أن جميع الناس يخلصون وإلي معرفة الحق يقبلون (1تي 2: 4) نعم لقد وجدوا فيه كل احتياجاتهم لذلك صار مطلوبا عندهم.
+ والإيمان المطلوب:
وإذ لم يقدروا أن يقتربوا إليه من أجل الجمع كشفوا السقف حيث كان وبعدما نقبوه دلوا السرير الذي كان المفلوج مضطجعا عليه. فلما رأي يسوع إيمانهم قال للمفلوج يا بني مغفورة لك خطاياك (مر 2: 4-5) هذا هو الإيمان المطلوب أن يكون عاملا مثمرا بالاحتمال والأمل والرجاء عاملا ونابعا من قلب لحمي عامر بحب الخدمة أستطيع أن أقول إنه الإيمان الرسولي الإنجيلي كما يقول الرسول ظاهرين أنكم رسالة المسيح مخدومة منا مكتوبة لا بحبر بل بروح الله الحي لا في ألواح حجرية بل في ألواح قلب لحمية. ولكن لنا ثقة مثل هذه بالمسيح لدي الله. ليس إننا كفاة من أنفسنا أن نفتكر شيئا كأنه من أنفسنا بل كفايتنا من الله (2كو 3: 3-5) وكما يقول الكتاب أيضا كونوا أنتم أيضا مبنيين كحجارة حية بيتا روحيا كهنوتا مقدسا لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح (1بط 2: 5) فالمطلوب ليس إيمانا ينقب السقف فحسب إنما ينقل الجبال كما يقول الكتاب لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلي هناك فينتقل ولا يكون شيء غير ممكن لديكم (مت 17: 20).
+ والفكر المغلوب:
وكان قوم من الكتبة هناك جالسين يفكرون في قلوبهم. لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده. فللوقت شعر يسوع بروحه أنهم يفكرون هكذا في أنفسهم فقال لهم لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم (مر 2: 6-8) إنها مشكلة الأجيال ذاك الفكر الذي دائما يهدم ولا يبني فعندما يجد النجاح يقف أمامه بمعول الهدم والتشكيك وروح الانقسام والتجاديف فيحتاج هذا النوع من الأفكار أن يوجه نحوه شعاع المعرفة ونور الكلمة لكي يتبدد سلطان الظلمة ويتمجد سلطان ابن الله كما فعل السيد وقال غالبا أيما أيسر أن يقال للمفلوج مغفورة لك خطاياك أم أن يقال قم واحمل سريرك وامش. ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطانا علي الأرض أن يغفر الخطايا قال للمفلوج. لك أقوم قم واحمل سريرك واذهب إلي بيتك. فقام للوقت وحمل السرير وخرج قدام الكل حتي بهت الجميع ومجدوا الله قائلين ما رأينا مثل هذا قط (مر 2: 9-12) لهذا ينصح الرسول قائلا: فاطرحوا كل خبث وكل مكر والرياء والحسد وكل مذمة. وكأطفال مولودين الآن اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش لكي تنموا به. إن كنتم قد ذقتم أن الرب صالح. الذي إذ تأتون إليه حجرا حيا مرفوضا من الناس ولكن مختار من الله كريم (1بط 2: 1-4) فشكرا للطبيب المطلوب متمنين الإيمان المرغوب ورافضين للفكر الشيطاني المغلوب وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع معلم وتعليم وثقة
[email protected]