علي مدار السنوات التي قضاها الأستاذ صفوت عبد الحليم مديرا لتحرير وطني… مرت عليه الكثير من الأحداث والغرائب, إلا أنه اختار بعضا من هذه المواقف ليرويها لنا.
رحم الله أيام الأندلس
يضيف الأستاذ صفوت عبد الحليم من المواقف الغريبة التي مرت بي في وطني عندما طلب وفد من جريدة النور من الأستاذ أنطون سيدهم لقاء الصحفيين في جريدة وطني وطلب مني حضور هذا اللقاء بصفتي صحفيا مسلما ولم نعرف سبب هذا اللقاء.
وجاء اليوم المتفق عليه وحضر إلي الجريدة 15شخصا يرتدون الجلاليب ثم بدأ رئيس الوفد بكلمة ليس لها معني, كما لم يفسر فيها سبب اللقاء وبدأ الحديث مع أسرة وطني فتحدثت إحدي الزميلات عن بعض المتاعب التي تواجهها أثناء سيرها في الشارع من المتطرفين الإسلاميين.
وروت ما حدث معها في وسائل النقل العام عندما نظر السائق إليها ورأي الصليب علي صدرها فرفض الوقوف في المحطة, وقالت إن هذه أبسط الصور التي تحدث.
ورد أحد أعضاء الوفد الضيف تبريرات ليس من بينها كلمة تطييب خاطر أو اعتذار أو حتي إحساس بالخطأ.
ووجدت أن مسار الحوار مكتوب عليه أن يسير في اتجاه خاطئ, وخصوصا أن سبب اللقاء غير معروف أو معلن ماعدا مظهرهم الذي يتسم بالثقة الزائدة بالنفس والإحساس بالأستاذية والتفوق المزيف فبادرت بأخذ الكلمة, وقدمت نفسي وقلت لدي عدة تساؤلات أريد أن أعرف رأي السادة الضيوف فيها:
* هل يمثل الأقباط من وجهة نظركم تهديدا للمجتمع؟
* هل تعتبرون الأقباط جزءا أساسيا من نسيج الوطن؟
* هل يمكن أن تجمع مصر بين يديها مقومات العلم والثراء والتحضر إذا استطاعنا أن نقضي علي الوجود القبطي فيها؟
وهنا ساد الاجتماع جو شديد من التوتر ووقفت أكبرهم وتبعه الآخرون وهو يقول بحده ##يلا بينا يا جماعة##, ووقف علي الباب اسلم علي المنصرفين غير أن شابا منهم رفض أن يمد يده بالتحية ونظر بامتعاض شديد ناحية زميل له وهو يصيح ##رحم الله أيام الأندلس## ولم أفهم شيئا وما زلت لا أفهم
***
وطني بأقلام المسلمين
جاءت حادثة النبأ الشهيرة وعددها الذي نشر بالكامل وبالصور عن راهب مشلوح, واغفلت الجريدة ذلك,ونشرت صورا غير لائقة.
تبع ذلك رد فعل غاضب وساخط من الأقباط جميعا, واحتشدت الكاتدرائية بالمتظاهرين وكان علي وطني أن تنشر الحقيقة كاملة مع الترضية الممكنة لمشاعر الأقباط, ولسوء حظي أن المهندس يوسف سيدهم رئيس التحرير كان مسافرا في أمريكا, ورد الجريدة لا يتحمل التأجيل, وقمت بعقد اجتماعا سريعا لجميع محرري الجريدة وأصدرت إليهم تكليفا بالحصول علي تصريح موثق من محامي السيدة الموجودة في الصور والتي رفعت قضية أمام المحاكم, ورأي القضاء والنيابة التي تحقق في القضية, والأ هم من ذلك تغطية صحفية كاملة من الغلاف إلي الغلاف لمصادر كلها علي إطلاقها من المسلمين سواء من رجال الفكر والأدب أو من أساتذة الجامعات ورجال وسيدات الفن حتي أبطال الرياضة والمشاهير من لاعبي كرة القدم وأعضاء مجلسي الشعب والشوري, وصدرت الجريدة وكل موضوعاتها بأقلام المسلمين وليس فيها رأي قبطي واحد وكان الإجماع الساحق بالإدانة والإستنكار والامتعاض والاندهاش مما نشر في جريدة النبأ.