قال نائب وزيرة الخارجية الأمريكية جون نيجروبونتي في 15 نوفمبر, أن العالم ينتفع من توسع الديموقراطية وسيستفيد حتي أكثر من ذلك نتيجة مزيد من الاستقرار بينما تنتشر الديمقراطية والتنمية في المستقبل.
وقال نيجروبونتي مخاطبا المنتدي الوزاري لمجتمع الديموقراطيات في باماكو, مالي: ”خلال الـ25 سنة الماضية, عدد الديموقراطيات في العالم ازداد ثلاثة أضعاف تقريبا.ويحقق الآن أشخاص من جميع الأعراق, وجميع الديانات وجميع المناطق في العالم تطلعاتهم إلي الديموقراطية وحكم القانون”.
وأضاف: ”هنا في إفريقيا, ساعدت يقظة الديموقراطية علي وضع حد لنزاعات دامت عشرات السنين في ليبيريا, سيراليون, أنغولا وموزامبيق”.
وقال: ”إن جهود حفظ السلام في السودان والصومال مستمرة, ”علي افتراض أن ازدياد الأمن سيمهد الطريق لانتخابات ديموقراطية.”
”مجتمع الديموقراطيات” هو منظمة حكومية من الدول الديموقراطية والدول المتجهة نحو الديموقراطية الملتزمة بتقوية وتعميق المباديء والممارسات الديموقراطية عبر العالم. وتتألف في أحد مكوناتها من ممثلين حكوميين في حين يتألف مكون آخر غير حكومي من منظمات مجتمع مدني تلتقي كمجموعة في مؤتمرات وزارية كل سنتين.
واقتبس نيجروبونتي من تصريحات الرئيس بوش قائلا, إن دولا ديموقراطية التأمت في منتدي مالي الذي استمر أربعة أيام لحماية وترويج ”مطالب الكرامة الإنسانية غير القابلة للتفاوض”.
وقال: ”إن سياستنا ترتكز علي الإيمان بأن جميع البشر ولدوا أحرارا, ومتساوين في الكرامة ويتمتعون بحقوق بشرية أساسية. ودفع عجلة هذه المباديء ليس أمرا صائبا خلقيا فحسب; بل إنه مصلحة استراتيجية وعملية لنا جميعا.”
وقال نيجروبونتي: ”إنه في حين يجب علي كل دولة أن تجد شكل الديموقراطية بالذات الذي يخدم شعبها علي أفضل وجه, إلا أن هناك عناصر ضرورية: حرية التعبير والتجمع, حوار اجتماعي شامل, ضوابط وتوازنات فعالة واحترام حكم القانون. وأقر نيجروبونتي بأن الطريق نحو الديموقراطية غالبا ما لا يكون سهلا. وقال: ”إننا واعون للصعوبات. وليست هناك طرق مختصرة.”
وتحدث نائب وزيرة الخارجية الأمريكية عن محطات سابقة في جولته الإفريقية فقال إنه في ساحل العاج, وافقت أطراف كانت متقاتلة ذات مرة, علي خريطة طريق, إذا نفذت, سوف تعيد بلادهم إلي الديموقراطية.”
وقال, إنه أثناء توقفه في بوركينا فاسو, تحدث مع الرئيس بليس كومباؤور, واضع صيغة اتفاق السلام في ساحل العاج عن الكيفية التي يستطيع بها المجتمع الدولي أن يعمل لتشجيع رئيس ساحل العاج لورنت غيباغبو علي التحرك بسرعة للتنفيذ.
وأبلغ نيجروبونتي المندوبين أنه في نيجيريا, التي زارها أيضا قبل وصوله إلي باماكو, فإن الانتخابات التي تخللتها عيوب قوبلت بشجب دولي وأثارت أسئلة مشروعة عن الحكومة القادمة.”
وقال نائب وزيرة الخارجية الأمريكية إنه علي الرغم من تلك العوامل فإاه غادر أبوجا, ”متشجعا من احترام الرئيس أومارو موسي لحكم القانون والنتائج التي حققتها لجنة انتخابية مستقلة. وأضاف, إنه كان حتي الآن أمينا لالتزامه العلني بتأييد الحكم الجيد والشفافية.”
وقال نيجروبونتي إنه تحدث في كل من نيجيريا وساحل العاج مع ممثلين عن مجتمع مدني ينبض بالحياة وصحافة حرة. ”وقد تحدثوا معي عن إحباط الشعب بسبب العنف والفساد ورغبتهم في أن يكون هناك حكم رشيد وازدهار. وكما هو شأن جميع الدول, فإن نيجيريا وساحل العاج خطتا خطوات خاطئة في رحلتيهما نحو الديموقراطية, إلا أن رحلتيهما مستمرتان بينما يعترف قائدا البلدين بالحاجة إلي الإصلاح. علينا أن نساعدهما وندعمهما, وأنا أتطلع بتفاؤل إلي المستقبل عندما نستطيع أن نرحب بهما في مجتمع الديموقراطية هذا.”
وبالإضافة إلي ذلك, دعا المندوبين في باماكو لمساعدة تلك البلدان ”حيث تهدد الانتخابات بأن تكون مجرد أداة لتجميع السلطة _ وحيث سعي القادة إلي استخدام التفويض الذي أعطي لهم من الناخبين لإزالة الضوابط ونسف المؤسسات الديموقراطية.
وقال نيجروبونتي ”إن الديموقراطية هي حكم بمقتضي القوانين والمؤسسات. إنها لا تركز السلطة في شخص أو منصب. وهي لا تعطل الصحف وتستعمل البنادق لسحق معارضيها. وهي لا تقفل المنظمات غير الحكومية والمجتمعات المدنية. علينا أن نذكر أولئك الذين انتخبوا ديموقراطيا بأن عليهم مسؤولية, تجاه شعبهم وتجاه المجتمع الدولي, بأن يحكموا ديموقراطيا. وإذا لم يفعلوا ذلك, فإن الديموقراطيات المسئولة في كل مكان يجب أن تحاسبهم.”
وأقر نائب وزيرة الخارجية الأمريكية بأن تقدما يجري إحرازه في استخدام مجتمع الديموقراطيات كمنتدي لترويج القيم الديموقراطية وأفضل الممارسات.
وأشار إلي أن الولايات المتحدة تدعم التنمية الديموقراطية عن طريق مبادرة شركتها للتحدي الألفي. وقال, ”إننا نوجه مساعداتنا الخارجية نحو قادة مسئولين يحكمون بعدل ويدفعون بالحرية الاقتصادية إلي الأمام ويستثمرون في شعبهم.”
وتعهد نيجروبونتي ” بأن ”يستمر في الانتقاد” حينما يكون هناك تقدم ضئيل أو لا تقدم في تأسيس الديموقراطية; في بورما حيث ”صدم” العالم بأسره للقمع المستمر للرهبان المسالمين وللمتظاهرين; وفي كوبا, حيث نظام كاسترو ”لم ينفذ قط وعوده بازدهار اقتصادي, وحرية الأفراد وحقوق الإنسان” وفي زيمبابوي, حيث حكومة موغابي ”تتشبث بالسلطة بصورة يائسة, حتي بينما تدفع بالاقتصاد إلي الحضيض.”
ثم خلص نائب وزيرة الخارجية الأمريكية إلي القول إنه إذ يشير إلي الوحدة المتمثلة بالمنتدي, يتطلع إلي المستقبل بتفاؤل وثقة
عن موقع الخارجية الأمريكية.