الرضاعة الطبيعية هبة من الله سبحانه وتعالي للجنس البشري..وهناك العديد من مزايا الرضاعة الطبيعية بالنسبة للأم والمولود..ومع ذلك قد تنخفض نسبة إفرازات الثدي,أو قد يجف لبن الأم..فكيف يحدث ذلك؟
أجاب د. ملاك محارب عبد الملك استشاري أمراض النساء والولادة قائلا:
الرضاعة الطبيعية تساعد علي انقباض رحم الأم وعودته إلي حجمه الطبيعي قبل الحمل,كما أنها تقلل من مخاطر حدوث الأورام الخبيثة بالثدي بالإضافة إلي التوفير المادي نظرا للأسعار النارية للألبان الصناعية..ومن ناحية أخري فإن الرضاعة الطبيعية تحمي الطفل الرضيع من العدوي بكثير من الأمراض نظرا لاحتواء لبن الأم علي أجسام مضادة لكثير من الفيروسات ..كما تساعد علي النمو العقلي والبدني للطفل, لأن لبن الأم يحتوي علي جميع العناصر الغذائية اللازمة للطفل وبنسب دقيقة تناسب المراحل السنية المختلفة للطفل..لأن لبن الأم يتنوع في تركيبه عند الولادة وعلي امتداد المراحل السنية للطفل..وبمعني آخر نلاحظ أن العناصر الغذائية في لبن الأم تختلف من شهر إلي شهر بما يتناسب مع نمو الطفل,ولذلك لايصح أن تقوم سيدة مرضعة لطفل عمره عاما مثلا بإرضاع طفل حديث الولادة من أم أخري, لأن العناصر الغذائية في اللبن لاتتناسب مع حديث الولادة, حيث لايحتملها جهازه الهضمي وبالتالي قد يتعرض لمتاعب صحية.
يلاحظ أيضا أن لبن الأم سهل الهضم ومعقم وخال من البكتيريا, لذلك نجد الطفل الذي يعتمد علي الرضاعة الطبيعية أقل تعرضا للإصابة بالأمراض من الطفل الذي يعتمد علي الرضاعة الصناعية..كما تساعد الرضاعة الطبيعية علي إقامة روابط حب وثيقة بين الطفل وأمه مما ينمي الشعور بالإشباع العاطفي.
من أكثر مشاكل الرضاعة الطبيعية نقص إفرازات الثدي وعدم كفايتها لإشباع الرضيع,ويحدث ذلك نتيجة مشاكل عند الأم..أو رفض الطفل ثدي أمه.
ترجع مشاكل الأم بسبب عدم تناولها العناصر الغذائية اللازمة أو بسبب إجهادها في العمل أو الأعمال المنزلية أو سوء حالتها النفسية ..لذلك يجب أن تتناول العناصر الغذائية المتكاملة مع التركيز علي العصائر والسوائل واللبن والبروتين الحيواني, وبعض الأغذية التي تساعد علي إفراز اللبن مثل الحلبة والحلاوة الطحينية والخضراوات الطازجة,مع ضرورة حصولها علي قسط من الراحة في الأسابيع الأولي بعد الولادة..مع مراعاة أن تكون هناك مسافة زمنية طويلة بين الحمل الأول والحمل الثاني,وتفادي السهر والأعمال الشاقة والانفعالات الحادة وعدم استخدام أقراص منع الحمل خلال الأشهر الأولي عقب الولادة.
تنخفض نسبة إفرازات ثدي الأم نتيجة رفض الطفل الرضيع للرضاعة لأن عملية الرضاعة تعتمد علي الطرفين,فيقوم الثدي بإفراز اللبن نتيجة تنبيه قوي صادر عن الطفل بقيامه بشفط حلمة الثدي..ويرجع رفض الطفل لثدي أمه لعدة أسباب منها أنه لايحصل علي ما يكفيه من اللبن, أو يقوم بالشفط دون جدوي..كذلك تأخر الأم في الرضاعة,أو تقديم ثديها للطفل بعد فترة طويلة من الولادة نتيجة لمرضها أو وجود الطفل في الحضانة أو إذا كان ثدي الأم يضغط علي أنف الطفل الرضيع ويسبب له صعوبة في التنفس فلا يستطيع الرضيع أن يبلع ويتنفس في آن واحد..كذلك شعور الطفل بالتوتر نتيجة لشدة عصبية الأم وتوترها ..لذلك ننصح الأم بالتبكير بتقديم ثديها للرضيع من اليوم الأول للولادة, وأن تتأكد من الوضع الصحيح للرضاعة, بحيث لايضغط ثديها علي أنف الطفل,كما يجب أن يتوفر جو من الهواء والارتياح أثناء الرضاعة.
ولأهمية الرضاعة الطبيعية وتأثيرها علي الأطفال المبتسرين أي ناقصي الوزن..وجد العلماء أهمية توصيل لبن الأم إلي الرضيع أثناء وجوده في الحضانةأو وحدة الرعاية المركزة..وقد أثبتت دراسة أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية علي 733 طفلا عمر كل منهم ثلاثين شهرا وذلك في إحدي وحدات الرعاية المركزة للأطفال,أن الأطفال الذين اعتمدوا علي الرضاعة الطبيعية حصلوا علي نقاط أعلي في اختبارات الذكاء من الأطفال الذين اعتمدوا علي الألبان الصناعية داخل الحضانة.