يعتبر ارتفاع ضغط الدم من أكثر المشاكل الصحية التي تواجه السيدة الحامل.يرتفع ضغط الدم عن6في المائة من السيدات الحوامل لأول مرة,وترتفع النسبة إلي12في المائة في الحمل المتكرر إذا كانت السيدة قد أصيبت بارتفاع ضغط الدم في حملها السابق…
أما إذا كان الحمل الأول خاليا من ارتفاع في الضغط فنسبة الإصابة في الحمل المتكرر تقل إلي2في المائة.
فما حكاية ارتفاع ضغط الدم مع السيدات الحوامل؟
أجاب د.فكري فارس ساويرس استشاري أمراض النساء والولادة قائلا:
يكثر ارتفاع ضغط الدم في النساء اللاتي يحملن لأول مرة في سن مبكرةحمل المراهقات….أو في السيدات اللاتي حملن لأول مرة ولكن في سن فوق35سنة,أو عند وجود سابقة لمرض ارتفاع ضغط الدم,أو وجود تاريخ عائلي للإصابة بالمرض,أو في حالات الحمل التوأمي للسيدات البدينات.
يرجع ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل لأسباب وتغيرات متعلقة بالمشيمة عند تكوينها في الشهور الأولي من الحمل,مما يؤدي لارتفاع ضغط الدم الحملي في النصف الثاني من الحمل,لاسيما في الأسابيع الأخيرة.
من أبرز حالات ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل هي:
*ارتفاع ضغط الدم الحملي:وهو ارتفاع ضغط الدم بعد20أسبوعا من بداية الحمل,وعادة يعود الضغط طبيعيا خلال ثلاثة أشهر بعد الولادة.
*تسمم الحمل:وهذا الارتفاع في ضغط الدم قد يكون لأول مرة أثناء الحمل,ويحدث ذلك غالبا في النصف الثاني من فترة الحمل,ويكون مصحوبا بظهور الزلال في البول.
*ارتفاع ضغط الدم المزمن:ويحدث ارتفاع ضغط الدم قبل الأسبوع العشرين من الحمل,ويتم علاجه بتغيير أسلوب الحياة واستعمال بعض الأدوية المناسبة…كثيرا ما يكون ارتفاع الضغط سابقا للحمل,لكن السيدة لا تكتشفه إلا أثناء فحوصات الحمل الدورية,ويؤثر ذلك علي صحة الأم ونمو الجنين,لذلك يجب المتابعة المنتظمة مع الطبيب الإخصائي ليتسن التشخيص المبكر.
*أما ارتفاع الضغط العابر فهو يظهر عند بعض النساء في فترة ما قبل الولادة فقط,دون وجود أية علامات لتسمم الحمل,ويعود الضغط إلي طبيعته بعد الولادة…ولا تؤدي هذه الحالة إلي مشاكل للأم أو الطفل…وغالبا لا تحتاج إلي أي علاج طبي,لكنها تحتاج إلي متابعة مستمرة للتأكد من عدم تطورها.
عند الرغبة في الحمل بالنسبة للسيدات اللائي يعانين من ارتفاع ضغط الدم يجب عليهن استشارة الطبيب الإخصائي وذلك للتأكد من إمكانية استخدام الأدوية أثناء الحمل بدون إلحاق ضرر للجنين,أو تغيير الأدوية بحيث تكون مناسبة للحمل…وغالبا ما تستمر فترة الحمل بدون أية نتائج سلبية إذا تم التحكم في الضغط,ولكن من الضروري متابعة نمو الجنين.
التشخيص والعلاج المبكر مهم جدا لمنع تطور المرض إلي مضاعفات خطيرة تهدد حياة الأم والجنين معا…في البداية لا تظهر أعراض واضحة,وعادة تكتشف الحالة عند قياس ضغط الدم,حيث يكون أعلي من المعدل الطبيعي,كما يؤدي هذا المرض إلي ظهور بعض الزلال في البول مع تجمع السوائل تحت الجلد مما يؤدي إلي تورم غير طبيعي في الجسم,ولذلك ينبغي فحص ضغط الدم والبول للحامل عند كل زيارة للطبيب لاكتشاف هذا المرض مبكرا,كما ينبغي للحامل المواظبة علي حضور عيادة متاعبة الحمل ولو لم تكن تشتكي من أي أعراض…كما يجب الإسراع باستشارة الطبيب عند ملاحظة أي انخفاض في معدل حركة الجنين أو حدوث صداع شديد أو زغللة في العينين أوغثيان أو آلام بالبطن أو أي نزف مهبلي.
قد يصاحب ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل صغر نمو الجنين أو تأخر نموه الناتج عن قصور المشيمة,كما قد يصاحبه نقص السائل الأمنيوسي حول الجنين,كما يجب التأكد من عدم وجود أي خلل وظيفي للكبد أو الكليتين,لذلك يجب التأكد من النمو الصحيح للجنين بالفحص بالموجات فوق الصوتية والتأكد من مرور الدم بشكل طبيعي في المشيمة إلي الجنين عن طريق الفحص بموجات الدوبلر,بالإضافة إلي إجراء فحص لوضائف الكليتين وأنزيمات الكبد.