هذه قصة حقيقية حدثت يوم الجمعة 17 من الشهر الجاري أسماء الأشخاص والأماكن المتضمنة في الحدث تم الأحتفاظ بسريتها بناء علي طلب أصحابها.
في إحدي المدن الواقعة علي أطراف القاهرة الكبري فيما يعرف بالمناطق العمرانية الجديدة, يقع متجر للملابس الرياضية يملكه رجل مسيحي ويعمل به عمال مسلمون. قبل موعد صلاة الجمعة دخل إلي المتجر رجلان يرتديان الزي الأبيض المعروف للسلفيين.
سأل الرجلان عن صاحب المحل الذي كان قد دخل لتوه المتجر واتجه إلي المكتب الداخلي. مضت دقائق استقر فيها صاحب المتجر في المكان وأعد نفسه للعمل ثم خرج ليجد السلفيين قد ذهبوا والعاملان وحدهما في المكان. وكان من الطبيعي أن يسأل: ماذا كان يريد الغريبان ففوجيء بشيء من التمنع عن الرد من قبل العاملين, مما دعاه للإصرار أكثر علي معرفة حقيقة الأمر.
عند ذلك أجاب العاملان أن السلفيين سألاهما باستنكار كيف أن المتجر غير مغلق لصلاة الجمعة أجاب العاملان أن صاحب المتجر مسيحي, وأنهما يفتحان المتجر مبكرا للتنظيف والإعداد للعمل, ثم ينصرفان لأداء صلاة الجمعة بينما صاحب المتجر موجود فيه ويعودا بعد ذلك لمباشرة العمل. عندها قال السلفيان إنهما سوف يعودان في يوم آخر ومش عاوزين نلاقي المحل فاتح ساعة الصلاة وطالبا أيضا رفع الإعلانات الموجودة عن الملابس الرياضية بدعوي أنها متبرجة
الأسئلة كثيرة: هل هو حدث فرذي أم أن آخرين من أصحاب المتاجر قد تم تهديدهم هكذا؟ هل هذا ما يمكن أن نتوقعه من الدعوة لتطبيق الشرعية الاسلامية؟
أين موقع الحرية الشخصية والحرية الاجتماعية في هذا المجال؟
إذا كان هذا الحدث قد وقع قبل ثورة 25 يناير كان يمكن ألا نقيم له أهمية من باب أنه تهديد واجتراء علي الأمن-أما الآن وقد نفذ السلفيون-أو من يدعون أنهم سلفيون- الحد بقطع أذن مواطن قبطي في قنا, أعلنوا العصيان المدني أيضا في قنا للاحتجاج علي تعيين محافظ قبطي, اعتدوا علي أقباط صول وإمبابة, فمن منا يمكنه أن يهمل تهديدا سافرا مثل هذا الذي نحن بصدده؟ وكيف للمواطن أن يدافع عن نفسه في موقف مثل هذا دون الوقوع تحت طائلة القانون؟