صادفت ظاهرة ثقافية صحية جدا ورائدة أثناء زيارتي الأخيرة للدانمرك.. وجدت أن أسرة ابني بعد العشاء يظلون حول المائدة, ويفتح أحدهم رواية عالمية باللغة الإنجليزية أو الدانمركية ويقرأ بصوت مرتفع الفصل الذي توقفوا عنده في الليلة السابقة, وإذا سأل أحدهم عن معني جملة يبادر أحدهم بشرح مفهوم الجملة في سياق الرواية, ويكتفون بقراءة فصل واحد حتي لا يصاب أحدهم بالملل.
جاءت إلي القاهرة كبري حفيداتي -19سنة- لتدرس في معهد متخصص بتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.. إنها تتحدث العربية بطلاقة ولكن مشكلتها في الكتابة والقراءة بها.
جلست أمامي وكنت أتصفح جرائد الصباح وتناولت واحدة منها ثم سألتني: ما معني إطلاق؟, فقلت: إن لها أكثر من معني ولذلك يفهم معناها مع بقية الجملة.. فماذا تقول الجملة؟ تناولت منها الجريدة ووجدت أن الكلمة هي بداية عنوان لخبر يقول: إطلاق حملة منصور حسن لانتخابات الرئاسة فسألتها عما فهمته من العنوان فقالت ببراءة: إنه يقول: إن حماة منصور حسن تم طلاقها وهي تعمل رآصة.
بعد أن تمالكت نفسي من نوبة الضحك.. دخلت في حالة تأمل وقلت لنفسي: إنها تكون كارثة لو أن الغرب يفهم بهذا الأسلوب ثقافتنا وسياساتنا.