منذ فترة طويلة تعاني الأفلام القبطية من ندرة في الإنتاج وذلك بسبب قيام العديد من المواقع والمنتديات علي الإنترنت بسرقة الأفلام القبطية معتبرين أن هذا الأمر خدمة روحية!!. مما أضر بالمنتجين والموزعين وجميع العاملين في هذا الوسط مما أوقف عجلة الإنتاج وحرم الكثير من المشاهدين من ظهور أفلام جديدة.
ومؤخرا لبت وطني الدعوة لمشاهدة فيلم جبل الدم من تأليف الكاتبة أمل ولسن وبطولة جميل برسوم ونادية رفيق وطارق الدويري وعماد الراهب وأمل ولسن وإخراج أسامة رؤوف وأشرف علي العمل القمص بيجول السرياني.
تدور أحداث الفيلم عن قصة وحياة الشهيدة الأم دولاجي وأبنائها وشهداء إسنا,وربت الأم دولاجي أبناءها علي محبة الفقراء والعطاء والشكر الدائم لله في كل الأحوال,فعندما تنيح زوجها أعطت بيتها الكبير إلي إخواتها الفقراء وسكنت في بيت صغير هي وأبناؤها الأربعة وظلت تنمو في فضيلة العطاء والتشبه بتعاليم السيد المسيح وعدم إنكاره أمام طغيان قوي الشر والولاة واعترفت أمام إريانوس والي إنصنا الذي قرر عذابها بأقصي أنواع العذابات إلي أن ينتهي بقتل أبنائها أمام عينيها علي ركبتها فتشكر الله لنوال أولادها الأكاليل وملكوت السموات ثم تستشهد هي الأخري ثم يليها هي الأخري المئات من القديسين إلي أن يفتح الله عينه ويعترف بالمسيح وينال إكليل الاستشهاد.
أرست الكاتبة أمل ولسن في فيلمها الكثير من القيم الإنسانية التي فقدناها في زحمة الحياة المادية وصراعاتها لمبادئ كاحترام الكبير ومساعدة المسن وفضيلة العطاء والمحبة.
للكاتبة أسلوب متميز وسلس وغير تقليدي كما اعتدنا عليها في الأفلام الكنسية,كما يحسب لها الاستعانة بالكثير من المصادر والمراجع لتلك الحقبة التاريخية.
أما عن الأداء لمعت نادية رفيق في دور الأم المسنة البسيطة التي تتنبأ بأحداث المدينة,كما لمع وبرز أيضا الفنان جميل برسوم في أدائه للشخصية المركبة وجسدها ببراعة فائقة.
وقامت بدور الأم دولاجي المؤلفة والممثلة أمل ولسن وتميز أداؤها بالبساطة والصدق.
كما جاء أداء كل من عماد الراهب وطارق الدويري متميزا.وكانت الموسيقي معبرة وجميلة للفنان المصري العظيم هاني شنودة.
أما عن الإخراج وهو للمخرج أسامة رؤوف يحسب له الكادرات والزوايا والنقاء في التصوير والمشاهد القصيرة غير المملة ولكن يحسب عليه استخدامه لتنقية الفلاش باك بتكرار غير مبرر كذلك تقديم الحصان كوسيلة لانتقال أريانوس من أنصنا إلي إسنا لم يكن موفقا علي الإطلاق وذلك للمسافة الكبيرة بين البلدين حيث كان الانتقال يتم عن طريق النيل بالمراكب وهي وسيلة السفر المعروفة وقتها.
أما عن الإنتاج فكان سخيا ويتضح ذلك في الملابس والديكورات وأماكن التصوير.
ولكن يبقي سؤال هل من الممكن تصوير أفلام الشهداء والقديسين دون التعرض لمناظر الدم حتي لا يرتاع أولادنا من هذه المناظر فبدلا من أن يشاهدوها ويحبون أن يتمثلوا بهؤلاء القديسين يخافون منها ومن الله حيث إن هناك بعض الأطفال يرتبط لديهم أن الوصول إلي الله مرتبط بالدم والعذاب؟!