الكتاب المقدس أعظم وثيقة جمالية
الباب الأول
الفنون الأدبية المقروءة والمسموعة
النصوص المقدسة
الفن القصصي (التاريخي)
وكان الرب مع يوسف فكان رجلا ناجحا (تك39:2)
ثانيا: المثل
الأمثال هي أسلوب مستخدم في الكتاب المقدس لتوصيل مفهوم معين لجمهور المستمعين, يحاول ضاربه توضيح المفهوم من خلال قصة حياتية. وهذا الأسلوب يفترض تجاوب أو رد فعل من المستمع الأصلي وكل من يستمع له عبر كل أجيال.
فما هو المثل؟
منذ نشأة الكنيسة الأولي أطلقت تسمية مثل علي كل قصة قالها الرب يسوع إيضاحا لتعليمه. إلا أن في اللفظ اليوناني parable نجد أساسا فكرة المقارنة, فالعقلية الشرقية تميل إلي استعمال المقارنة في الكلام والتعليم, كما تحبذ اللغز لأنه يثير الفضول ويحمل علي البحث. فالمثل هو:
+ تشبيهات من الحياة لحديث عن الله غير المحدود (حز1:26-27).
+ وأيضا التشبيهات لحياة الإنسان سواء وعيدا أو مواعيد (هو4:16), (2:20-21).
+ ويتسع هذا المنهج من التشبيهات في الفترة اليهودية المتأخرة, إلي درجة التحول عند الربانيين إلي وسيلة تربية حقيقية, فهم كثيرا ما يأتون لتدعيم تعليم كتابي, بصورة خيالية أو بحادث تاريخي مسبوق بهذه العبارة ماذا يشبه ذلك؟.
+ وبنفس هذا الأسلوب تحدث الرب يسوع معلنا مرات كثيرة الرموز التي تحملها رسالته مسبوقة بعبارات مثل: بماذا نشبه…؟ (مر4:30), (لو13:18).
لماذا المثل؟
إن سر الملكوت المتحقق في شخص الرب يسوع كان يجب أن يقدم للناس تدريجيا وحسب قدرات المستمعين المختلفة لتقبل حقائق الإيمان, لذا كانت أغلب الأمثال من حقائق الحياة المعاشة (الملك, العرس, الكرمة, الراعي, الزارع…) ليكون قريبا من فهمهم.
* لقد استخدم السيد المسيح الأمثال ليساعد السامع علي التفكير, كما أنه يخفي الحق عن الذين يبلغ بهم العناد حدا يمنعهم من الاستماع لما يقال.
النقاط الواجب ملاحظتها عند دراسة المثل:
* يجب أن نهتم بالمحتوي الكتابي للمثل: وهو كل ما يحيط بالمثل من ظروف وأحداث, فنجاحنا في دراسة المثل وفهمه يتوقف بدرجة كبيرة علي فهم هذا المحتوي.
* يجب ألا نحمل النص أكثر مما ينبغي.
* يجب أن نلاحظ أن أغلب الأمثال يوجد بها نقطة انقلاب لأفكار الناس ومخالفة التسلسل في الأفكار (لو18:10-13).
* يجب ألا تحاول إيجاد تطابق كامل بين حياتك وحياة من حولك من شخصيات مع شخصيات المثل, بل حاول أن تفهم ما يريد المثل أن يقوله وبعد ذلك تستطيع أن تخرج بتطبيق معاش لحياتك. مثل وكيل الظلم (لو1:13-16).
* يجب علينا أن ندرك أن الأمثال لم تكشف كل خباياها وأسرارها, فينبغي علينا أن ندرسها بروح المنتظر الذي يريد أن يفهم شيئا جديدا عن الله.
* حاول أن ترجع لأكبر عدد من الترجمات عند دراستك للمثل.
خطوات دراسة المثل:
1- اقرأ النص. وحدد الانطباع الأول؟
2- اقرأ النص. وقسمه إلي أجزاء فرعية؟ وضع عنوانا لكل جزء؟
3- اقرأ النص. وحدد الأجزاء التي بها تغيير في الأماكن والأشخاص والأحداث؟
من:
- من هم جمهور المستمعين للمثل وماذا تعرف عنهم, وظائفهم, علاقاتهم بالآخرين, معتقداتهم, دوافعهم الشخصية, أسباب تواجدهم. ومن هم شخصيات المثل, ماذا تعرف عن وظائفهم ودوافعهم؟
أين:
- ما هي الأماكن المذكورة؟ ما هي الخلفيات الحضارية والجغرافية للأماكن؟
متي:
- ما هو الزمن العام للمثل؟
- ما هو الحدث الرئيسي في المثل, وما هي الأحداث السابقة له؟
- حاول أن تستوعب الخلفيات الحضارية للمثل.
- انظر الأحداث؟ لاحظ وجوه الأشخاص المستمعين وتعبيراتهم الجسدية واسمع أصواتهم وهمساتهم وتعليقاتهم التي لم تكتب.
- اشعر بما يشعر به أبطال الحدث, تقمص شخصياتهم, شاركهم أحاسيسهم.
كيف:
- تعامل الأشخاص الموجودين في المثل مع الله ومع الآخرين؟
- حاول أن تحدد رد فعل واستجابة الجمهور المستمع إن أمكن؟
ما:
- ما هي الرسالة التي أراد السيد المسيح أن ينقلها من المثل إلي المستمعين؟ مع ملاحظة أن هذه الرسالة يجب أن تكون مرتبطة بمحتوي النص وما سبقه وما لحقه؟
- كيف نشبه نحن الأشخاص الموصوفين أو المخاطبين في المثل؟
- كيف تشبه مشاكلهم مشاكلنا؟
- هل يعني تعامل الله معهم شيئا لنا؟
- صل من أجل نقل التعليم المستخرج من المثل إلي حيز حياتك اليومية.