ومع كل ذلك نستطيع ان نقول صباح سعيد على بلادنا التى تمضى الأمور فيها بالبركه لاسحر ولاشعوذه كما ينادى باعة المترو وقطارات الدلتا على بضاعتهم من فلايات وأمشاط ودبابيس، وجب علينا ان نمضى مع بركة هذه البلاد .
تلك البركه التى دعت واحدا من أكبر علماء العالم في العصر الحالى وهو أمريكى من أصول مصريه هو د.زويل إلى أن يوصى بدفنه فب مصر مسقط رأسه العظيم ، والحقيقه ان د.زويل انجازه أمريكى لاشك في ذلك لحظه هو بنفسه قال هذا انجاز فريق عمل انا قائده ..دوله وفرت النظام والتمويل واجتمعت مجموعه من العلماء العباقره من كل الأصول الاثنية لكل دول العالم ولكنهم أمريكيون بحكم التجنس فأنجزوا وابدعوا وابتكروا ..
علماء صغار ومتحمسين من اصول اسيويه ولاتينيه وافريقيه يقودهم عبقرى من اصول شرق اوسطيه هو د.زويل تقدموا بالمعرفه البشريه خطوات على سلم التطور والتحديث ربما لدينا فى مصر تلك العقول الفريده من نفس النوعيه غارقه تحت غبار البيروقراطيه المصريه تعانى الاهمال والتجاهل والفهلوه والواسطه والفساد والغبن المادى والمعنوى اللعين بلا امل لهم ولالبلادهم فى حلم المعرفه ولاالتقدم ولاالحداثه ..
تلك النظم التى ترعى التقدم تختلف بشده عن تلك النظم التى حكم علينا الدهر ان نعيش فى مزاريب حضارتها حيث لانعرف الحق ولاالحقيقه ولاالطريق ونعيش بالبركه بلا امل يعنى فى قانون عادل ولاقواعد حاكمه ولاعداله مغمضة العينين ولاتكافؤ فرص يسمح للمواهب والمبدعين والمجتهدين بملء الفراغ ..الفراغ الذى يملأه الفساد والواسطه والرشوه والمحسوبيه ويتنافس معه المرضى النفسيين برايات التدين الزائفه ..
الرايات القادمة من العصور الوسطى بفكرها وثقافتها وطبائعها وحتى باسمائها وناسها هؤلاء القادمون من الماضى بعبله ..بهوائه الساخن المسموم ..بدماء ضحاياه المتدفقة التى تملأ ساحات التاريخ هى تلك التى تعاود الانقضاض بكل قسوه على كل أمل عادل في المستقبل وعلى كل فرصة في الحداثه والعداله لبلادنا ومنطقتنا التعيسه .إذن لماذا يكون زويل مصريا ..هى فقط مقبرته لانها لم تفلح ابدا ان تكون حديقة ايام عمره ولاعقله ولاحياته هو والاف من المبدعين والمفكرين والعلماء الذين لفظتهم تلك الارض خارجها لتفسح المجال لهؤلاء العشوائيين محدودى العقل والموهبه والذكاء والضمير لكى يقودوننا إلى الحتوف والفوضى والجنون ..
مصر هى مقبرة زويل والاف من نفس الخامه العلمية والعمليه الرائده لامكان ولامقام لهم الا ربما للحود الموتى تسعهم مع عظام الاجداد المباركه تظل مصر هى مقبرة العلماء والافذاذ (مقبرة الغزاه سابقا ).