جاء علينا حين من الدهر صارت تهنئة المصرى لاخيه المصرى الشقيق حرام وكفر وبهتان …تم التأسيس لدولة الكراهيه تأسيسا نظريا وعمليا فى دوله وبلاد سكانها الاصليون مسيحيون مؤمنون ولازالت التقاليد الاصليه المشتركه والفلكلور المصرى الجامع لجينات الحزن والفرح والمأساه والملهاه يجمع الشعب من قرنيه ويوحده .الحقيقه اننا لانحتاج ان نبذل جهدا كبيرا لنكتشف ان الشعب المصرى موحد سواء هؤلاء الذين اعتنقوا الاسلام من المصريين ام اخوتهم الذين ظلوا على عقيدتهم لاخلاف فى الشكل ولا الثقافه ولا المشاعر لاخلاف جذرى يجعلك تقول هذا هو المختلف ..هذا هو الاخر ..لايوجد اخر فى مصر ..
ربما هى العقيده الدينيه وقد طوعها الشعب المصرى عبر تاريخ طويل حتى صارت الخلافات العقائديه والتى لايهتم لها المصرى كثيرا مجرد شكليات رمزيه تنظمها مبادىء التسامح فالمصرى الاصيل لايقول فى نهاية اى اختلاف الا جملة (ربك رب قلوب) ربما تجد او تلاحظ خلافا عقائديا بين فرق المعتقدين من نفس الدين اشد ضراوه من الخلاف الرسمى بين الاسلام والمسيحيه فمثلا الخلاف بين السنه والشيعه وصل الى حالة الاحتراب الفعلى فى الشام واليمن ويهدد بمحاور اقليميه يبيد كل منهما الاخر بلا هواده ولاتراجع ولااستسلام وقد كاد هؤلاء الادعياء لحظة صعود المد الدينى السلفى الوهابى ان يجعلوا خلافا وهميا بين السنه والشيعه فى مصر خلافا داعشيا دمويا فشهدنا المقتله الرهيبه للشيخ عبد الله شحاته فى قريه مصريه تم فيها اثارة الفتنه والتهييج البغيض والشيعه فى مصر فرقه محدودة العدد للغايه لاتشكل فارقا عدديا لكن الخطير فى الاثاره الدينيه السلفيه كانت ان تمتد اليد المفتونه الداعشيه لتطال الجماعات الصوفيه التى تقترب شكليا ورمزيا من الشيعه ولكن قد لايلاحظ الناس ان الصوفيه كانت هى الصياغه المصريه الاقرب لطبيعة الشعب وثقافته وتاريخه التى جعلت قبول اعتناق دين اخر يتوافق مع قناعة الشعب وعاداته وتقاليده وهذا لايمكن محوه ولاتغييره لابالعنف ولابالكلام كانت الصوفيه هى الحل التسامحى الذكى الفطن الجامع الذى جعل عقيدة الاسلام مستساغه شعبيا لدى الاقباط المصريين الذين اعتنقوا الدين الجديد فى ظروف تاريخيه معقده لذلك كان الهجوم السلفى العنيف مركزا دائما على محو التاريخ بشواهده واثاره وصياغاته اللاحمه وتوافقاته المرنه بنت الحلول التاريخيه لصالح بعث تراث محض بدوى تجريدى حتى من حيث الشكل فى الزى (الثوب واغطية الرؤوس) للرجال والنساء وطرق تناول الطعام وعاداته وتذوق الغناء فابدلت الذائقه المصريه فى التعاطى مع الفنون بذائقه بدويه صحراويه جافه لاتتناسب مع طبيعة المصريين النهريه العذبه حتى اننى كنت استمع مندهشا وضاحكا الى الاغانى الخاصه بالافراح والمناسبات للجماعات السلفيه مثل صليل الصوارم واشك كيف لهذا الاحساس الغريب عن احاسيس عامة المصريين ان يخترق مسامعهم هذا شعب نهرى عذب ذكى لماح يليق به ان ينشد احزان شفيفه او لافراح ماجنه مثل خدها ونزل الترعه او ياليل ياعين لم ينشد ليد ذابح اثيم ولم يتغنى لسيف قاتل زنيم ..المؤامره الحقيقيه كانت تغيير جينات هذا الشعب وذائقته وحسه وتسامحه الفطرى النهرى العذب ونقله من باب الوفاق الى باب العنف والقتل بثقافه مغايره وعادات وتقاليد مجلوبه هذا هو الاساس الذى تم عبر عقود وهو اخطر مايمكن ان يكون نحو خلق حالة عنف كبرى مثلما حدث للدول المجاوره فيما سمى بالربيع العربى تنهار فيه الدول من داخلها وتصبح شيعا وقبائل متقاتله اما الشعب المصرى فقد فطن وعيه وحسه التاريخى مبكرا رغم عمق الخديعه وشدتها وبراعتها الخبيثه وتوحد من جديد كما اعتاد عبر التاريخ فى منظومة الكل فى واحد صحيح ان الاخطار الماحقه لازالت ماثله امامنا الا انه قاوم داخليا بشراسه وصمد وعاش جريحا وفقيرا ولكن موحدا حفظ وحدة وطنه وامانها وسلامها بمعجزه شعبيه عميقة الجذور لايجوز التبسيط فيها بالقول بالدوله العميقه لاإنه الشعب العميق وهذا الكلام خارج اى خلاف سياسى ولاعقائدى ولاوطنى حول مشاكل راهنه تتشظى فيها الاراء فى كافة الاتجاهات هذا كلام حول البذره والجذور التى تجعل هذا الشعب يتشبث بأرضه ووحدته ويعيش مهما اسطال البلاء ومهما استبد الالم على حد وصف الشاعر بدر السياب .طيب الشاهد هنا والان اننا نود ان نرسخ واحدية هذا الشعب ثقافه ووعى وتقاليد ونقول لاخوتنا الاقباط فى عيدهم الكبير عيد القيامه المجيد كل سنه وانتم بخير وبلادنا بخير وامن وسلام فبعد كل اسبوع للآلام هناك عيد ينتظركم وينتظر بلادنا كلها عيد سعيد اخوتى الاعزاء