كل يوم نصحو ليشغلنا حدث عارض ، مباراة فى كرة القدم او حادث طريق او موت فنان او عمل ارهابى او ماشابه ذلك من احداث وربما بعضاً من تلك الاحداث العارضة يرقى ليكون حدثاً عاماً او مهماً يستدعى اهتمام الناس او قلقهم ولكننى اكتشفت ان الاحداث العامة المبهجة اقل بكثير من تلك المؤلمة بل تكاد أن تكون نادرة والانكى أن ما يبهجنا كوطن او كشعب صار محلاً لأختلاف وجهات النظر ، اعنى مثلاً أن ما يبهج عامة الشعب قد لايبهج نخبته والعكس ، وما يبهج الليبراليين قد لايبهج الاشتراكيين منا ومايبهج الاثنين استحالة أن يجعل السلفيين يشاركوهم المرح وربما أعتقد ان ما يبهج الدواعش منا ربنا لا تؤاخذنا بما فعلوا قد لايبهج اغلبية الشعب ..الحقيقة اريد أن اقول اننا الان نعيش لحظة انقسام كبرى انواع مختلفة من الانقسامات بعضها حسن ومعظمها ردىء حتى انه صار الاتفاق على الحدود الدنيا فى اى موضوع محل اختلاف وهكذا تأتى لحظة كبرى من لحظات الوطن السياسية لحظة انتخاب مجلس نيابى للأمة ونحن على هذا القدر الهائل من الاختلاف الظاهر والباطن حول سائر الموضوعات العامة من اول الحريات الى قضايا التنمية الى اختلاف حول الاجيال من له حق الحياه ومن يستحق الرحيل ؟!! ، للأسف نحن أمة فى خطر داخلى ماحق يمكن لأول مرة فى تاريخها تتعرض لهذه الاعراض الداخلية بمثل هذه الحدة ، ليس الاختلاف سياسياً فى نظرتى للامور وان كان مظهرياً يبدو كذلك الا أنه ليس كذلك فى العمق ، قد أرى فى العمق انه اختلاف اجتماعى وثقافى فى الاصل بذرت بذرته الجماعات الدينية التى ترى وطنا وتسعى اليه ، ليس واقعاً على الارض بل ربما كما يظنون موجوداً فى منطقة ما من السماء كما تتصور مخيلتهم فى الجنة وربما على الارجح فى الجحيم حيث يظن هؤلاء السقيمى الارواح أن بوسعهم إقامة مملكة الله على الارض ، سفهاً طبعاً من نفوس سفيهة لان مملكة الله فى السماء وليست على الارض كما هو ثابت والاقرب الى تحرى البوصلة الصحيحة لو كانت هناك عقول او قلوب كبيرة ومستقيمة الاقرب الى مملكة الله هنا وعلى هذه الارض كان ان نقيم ديمقراطية حقيقية او عدالة عمياء ترعى الجميع ولكننا بسبب هؤلاء الحمقى أبعد ما نكون عن ديمقراطية حقيقية او عن عدالة تراعى الجميع ونحن أبعد هكذا عن مملكة الله من أى مرحلة عبرتها البلاد ، اللهم أرحمنا .