لا امل امامنا إلا القضاة والمجلس العسكرى
يمر المجتمع المصرى الآن بحالة من الشحن والتناحر بين الافكار والقرارات السياسية المتناقضة .ولان الاقباط جزء من المجتمع المصرى فقد اصبحو هم ايضا فى حالة من التشتت والقلق حول مجموعة من القضايا
يمر المجتمع المصرى الآن بحالة من الشحن والتناحر بين الافكار والقرارات السياسية المتناقضة .ولان الاقباط جزء من المجتمع المصرى فقد اصبحو هم ايضا فى حالة من التشتت والقلق حول مجموعة من القضايا وعلى راسها فكرة جماعة الاخوان المسيحيون ونائب الرئيس القبطى وعودة البرلمان وحول هذه الموضوعات دار حوارنا مع الباحث هانى لبيب
– فى البداية ما رأيك فى تاسيس جماعة باسم الاخوان المسيحيون ؟
البعض ينظر لهذه الجماعة كمعادل موضوعى لجماعة الاخوان المسلمون وهو امر غير صحيح على الاطلاق لان ادبيات المواطن المسيحى العادى عكس هذه الفكرة فهو يقبل الانضمام الى الاحزاب المدنية لكنه يرفض الانضمام لجماعة مسيحية خارج نطاق الكنيسة .وفكرة جماعة الاخوان المسيحيون تنضم لظواهر فاشلة مثل الحزب القبطى أو الدولة القبطية وهى ظواهر أو فرقعات إعلامية تنتهى سريعا
– ولكن لماذا ترحب التيارات الاسلامية بهذه الجماعة المزعومة
لايوجد غير تفسير واحد لهذا الترحيب وهى ان هذه الجماعة نوع من الفخ السياسى للترويج الاعلامى ان هناك اخوان مسيحين مما يعطى الشرعية للاخوان المسلمون بالتوازى وهى ترحب لان التيارات تريد تكريس الطائفية بنيولوك مسيحى مثل استخدام فكرة النائب القبطى
ولماذا ترفض فكرة النائب القبطى ؟
–
لانه اختيار على اساس طائفى لا على منطق الكفاءة والقدرة
– وما المانع ان يكون النائب القبطى على كفاءة ؟
إذا وضعنا الكفاءة اولا سوف يكون النائب سواء اكان قبطى او مسلم يحافظ على جميع الحقوق .لكن تحديد الجنس والدين اولا قبل وضع المعايير والصلاحيات والمسئوليات تجعل الامر يدخل فى نطاق الغزل الطائفى فقط ويوجد فخ فى اختيار نائب قبطى لانه قد ياتى على طريقة اختزال كل الاقباط فى شخص واحد كما كان النظام السابق يختزل الاقباط فى شخص البابا فيكون النائب هو البديل ويلعب دور مزدوجليكون قناة اتصال مع المسيحين والكنيسة ويكون صندوق شكاوى للمشاكل
وماالبديل لذلك؟
إذاكانت المسألة اختيار واسطة بين المسيحيين والسلطة ففي الامكان ان يلعب المجلس المللى هذا الدور وهو مجلس منتخب ومفترض ان تكون هذه هى مهمته الاصلية
–
هل سوف يكون هناك أى تاثير لحكم الاخوان فى انتخابات البابا؟
-لا ليس له اى تاثير لان صعود التيار الاسلامى حتى الان صعود وهمى
كيف وقد اخذوا البرلمان ورئاسة الجمهورية والجمعية التاسيسة؟
-انا أراه صعود غير حقيقى بل هو مجر د رد فعل لسقوط النظام السابق واعطيك مثال على ذلك قرار رئيس الجمهورية بعودة البرلمان يعنى انه يتحدى القضاة وحكم المحكمة الدستورية العليا التى اعلنت انه الرئيس واقسم امامها لياخذ الشرعية مع انه من المفترض ان تكون سلطة القضاة هى الاولى فى بداية الجمهورية الثانية واذا اصدر البرلمان قوانين فهى باطلة اذا فهذا التحدى لايستند الى شرعية القانون بل الى شرعية الشارع فهذا يؤكد أن الصعود وهمى
– اذا كان وهمى فإلى متى يستمر ؟
لا اعرف الى متى وارى ان الصراع القادم ليس بين المجلس العسكرى والرئيس بل صراع بين الرئيس والقضاة اى انه صراع قانونى
-ولكن ألا ترى أن الاستناد الى الشارع شرعية ؟
لا الاستقواء بالشارع ليس هو الشرعية بدليل ان مرسى لم يصبح رئيسا بقسمه فى الميدان بل بقسمه امام المحكمة الدستورية
وكيف تفسر صمت الرئيس امام تحريض السلفيين ضد النساء؟
كل تيارات الاسلام السياسى فى لوحة واحدة وموقفهم متشابه من المراة وان كان الاخوان يتبعون مبدا التقية
– ماهو رايك فى تفكير الاقباط فى الهجرة ؟
قلق الاقباط امر طبيعى ولكن تاريخهم الطويل مع مختلف الحكام يؤكد ان تفريغ مصر منهم مستحيل لذلكك لااشجع الهجرة لأن ارتباطهم بالبلد ابدى
وهل يستطيع الاخوان اخونة مصر ؟
حتى لو نجحوا لفترة فى فرض رؤيتهم السياسية فى المضمون والدينية شكلا فهم لن يصمودوا طويلا لكبح طموحاتهم فى السيطرة والاستحواذ والبداية ظهرت بضرب مرسى بالقانون
وماذا عن دعم الامريكان للاخوان ؟
الاتحاد الاوربى وامريكا تدعم الاخوان لاكثر من سبب من ذلك تقليل لجوء قادة واعضاء تيار الاسلام السياسى الى امريكا واروبا ومحاولات نشر افكارهم على المجتمعات الغربية ومحاولة فرضها هناك فالربيع الاسلامى الان يضعهم فى سدة الحكم فعليهم العودة لبلدهم وتطبيق افكارهم فيها .كذلك لقبول الاخوان تسكين فلسيطينو غزة فى سيناء كجزء من معتقد الاخوان فى فكرة الخلافة فالاخوان يؤمنون بالعقيدة والبشر وليس الارض وبالتالى فلا توجد مشكلة فى تنفيذ دراسات مركز الابحاثباستقطاع جزء من سيناء للفسطنين لتحقيق مفهوم الخلافة ولو جزئى على ارض الواقع
– وكيف يمكن التصدى لذلك ؟
ليس امامنا امل غير القضاة والمجلس العسكرى فالقضاة هو المنفذ لقوة القانون والمجلس العسكرى يدرك اهمية الامن القومى لمصر واهمية الحدود
– ولكن المجلس العسكرى يسلح من امريكا ؟
الجيش المصرى كان يقف امام طموحات امريكا فى المنطقة والجيش كان صاحب القرار برفض قواعد عسكرية لامريكا بمصر ولاننسى الدور الذى تلعبه قطر صاحبة اكبر قاعدة عسكرية امريكية.
وهل انت متفائل؟
انا متفائل جدا فالاخوان لايتعلموا من تجاربهم وشهوة السلطة تقودهم للفشل بسب رغبة الاستحواذ والاقصاء