لم يكن ظهور العثمانيين في بداية حكم الرئيس السادات عام 1971 بمحض الصدف السياسية, ولكن كان ظهورا منظما تنظيما إخوانيا بدرجة امتياز, ولعل بقراءة التاريخ المعاصر لهذه الجماعة الإرهابية منذ فجر تاريخها في عام 1928, بمدينة الإسماعيلية علي يد حسن البنا وبعض العمال والمريدين من مجتمعه ودعم الإنجليز لهذه الجماعة بمنحة قدرها خمسة آلاف جنيه من شركة قناة السويس (الأنجلو فرنسية) في مصر, ودعم الملك فؤاد الأول لهذه الجماعة لضرب التجمع الوطني بعد ثورة 1919, بقيادة سعد زغلول وحزب الوفد في أرجاء المعمورة (مصر) شيئا قد دبر له تدبيرا محكما, تعرض لهذه القضية بالتفصيل كثير من كتابنا الكبار أمثال أ. وحيد حامد, حينما أنتج وقدم لنا الجماعة علي جزءين.
وكانت حركة الإخوان قد وقفت ضد ثورة يوليو حينما لم تنصع لها الأخيرة بالطاعة وحاولوا قتل الرئيس جمال عبدالناصر في المنشية بالإسكندرية عام 1954, وبدأت تصفية الحسابات وعفا عنهم جمال عبدالناصر عام 1958, إلا أنهم عادوا مرة أخري حتي بعد التأميم عام 1961, ومن ضمن ما قامت به ثورة يوليو تأميم شركة المقاولون العرب (العثمانية) وهروب الإخوان الذين ارتبطوا بهذه المؤسسة الخاصة إلي دول عربية منها السعودية والكويت, لكي يصبح للإخوان مصادر تمويل من الخارج حتي وفاة جمال عبدالناصر وظهور العثمانيين بجانب المرحوم السادات في أضعف أوقاته, حينما تصدي الناصريون أو زملاؤه من رجال عبدالناصر: فوزي, وصبري, وشرف وفائق, وغيرهم, واستطاع الرئيس السادات بضربة واحدة في 15 مايو 1971 أنه ينهي ما وصفهم بمراكز القوي, وحينها كما هو هو معروف خرج الإخوان من السجون التلمساني وإخوانه وضرب الحركة الناصرية بين شباب الجامعات وتوغلت تلك الجماعات في البلاد حتي استطاعت أن تغتال الرئيس السادات ذاته في 6 أكتوبر 1980, وتوغلت السلاسل الإخوانية في مفاصل الدولة, وتمركزت في كل قطاعات الحكومة بتولي العثمانيين كراسي في الوزارات والمؤسسات والنقابات, وبعض النوادي والمحافظات, ومازلنا حتي يومنا هذا نذكر للعثمانيين ما تركوه لنا من فتات, وننسي أنهم هم الذين حركوا الشيطان وجمعوا أنفسهم من الشتات حتي استطاعوا السيطرة علي رئاسة الجمهورية ومجلس النواب, وسعوا للتمكن في جميع مفاصل الدولة بعد فورة 2011, حينما شاخ النظام الحاكم في موقعه, إلا أن انتفاض شعب مصر وخلفه قواته المسلحة كان بالمرصاد لفقد الهوية المصرية, وكان يوم 3 يوليو 2013 يوم إعلان خارطة للطريق لعودة الهوية المصرية للوطن ولكن هل نجحنا في قص أظافر وأنياب الشيطان؟؟ أعتقد لا مازالت مفاصل في الدولة يسكن فيها أتباع تلك الجماعة الإرهابية!!
وتظهر عكس ما تبطن, تقف أمام أي تقدم للأمة, وتعكس كل موقف إيجابي إلي سلبي, وتحاول إقصاء الوطنيين عن مواقع المسئولية سواء في الحكومة أو الهيئات أو حتي النقابات.
فهم مازالوا يعملون من خارج مصر, والخلايا النائمة في تلك المواقع معروفون بالأسماء يزاولون شيطنتهم في البلاد.
هكذا يجب أن نكشف عن المستور منهم وحتي لا نقع مرة أخري فريسة سهلة لهذه الجماعة الشيطانية.
ومع ذلك فإن قوة وضبط تنظيمهم يجد في أحيان كثيرة فوائد جمة, أمام صناديق الانتخابات, تحت مسمي المستقلون, ولكن في غياب الأغلبية العظمي التي تقع تحت مسمي الأغلبية الصامتة أو المتخذة للموقف السلبي من الحياة السياسية المصرية, ولكنها بالقطع ترفض خلط الدين بالسياسة, فمصر أعرق دول العالم في المنطقة وفي الإدارات الحكومية وفي المدنية التي تحتضن عنصري الأمة وظهرت جلية منذ عام 1919, ودستور 1923 اليوم نحن في أشد الاحتياج لتحرك قوي الشعب الصامت للمشاركة في عام مهم, تجري فيه انتخابات نيابية تسعي فيه الخلايا النائمة للعودة إلي المشهد السياسي من خلال مجلس النواب في مخالفات هشة.
ولكي تتحرك قوي الخير لهذا البلد أمام قوي ترغب في السطو علي السلطة لإعادتنا إلي عصور الظلام والجاهلية.. ولن يحدث أبدا ذلك في مصر!!