أثار المرسوم الذي أصدره المجلس العسكري بإعادة تشكيل المجلس القومي للمرأة ردود أفعال العديد من الدوائر, رغم أن الاعتراضات تدور في أساسها حول استئثار المجلس العسكري باتخاذ هذا القرار دون التشاور مع الأحزاب أو التحالفات النسائية التي سبق وأن قدمت العديد من المقترحات في هذا الشأن, وصدور هذا المرسوم في توقيت غير متوقع وغير مفهوم من وجهة نظر الكثيرين, إلا أن العديد من هذه الاعتراضات تثير المزيد من التساؤلات أيضا.
فكيف يصدر مرسوم بأسماء الأعضاء دون التشاور معهم شخصيا أو إخبارهم بذلك بذلك فيقرأون أسماءهم في التشكيل مثلهم مثل القارئ أو المشاهد العادي؟! ووصفت الأستاذة الدكتورة رضوي عاشور الأديبة والأستاذة بآداب عين شمس وهي أحد المدرج أسماؤهم في التشكيل ما حدث علي حسابها الشخصي علي تويتر قائلة شعور غريب حين تعامل كمجند وأنت في الخامسة والستين من عمرك, قرر المشير وأعلنت أبوالنجا, أما أنا فخارج الموضوع!! وكانت النتيجة أنها رفضت هذه العضوية الإجبارية.
لماذا ينظر البعض ومنهم حزب الحرية والعدالة, كما ورد في اعتراضه علي تشكيل القومي للمرأة كان سلاحا لتفتيت الأسرة المصرية؟!.. فالمجلس قد يكون مدانا في فساد مالي أو إداري ويحتاج إلي محاسبة الفاسدين وهذا شأن القضاء, وإدراج آليات جديدة تضبط وتراقب وتضمن الشفافية والمحاسبة.. إلا أن الاتهام بأنه فتت الأسرة المصرية أو أضر بها لا يحمل في طياته سوي إنكار حقوق المرأة واعتبارها مفسدة اجتماعية, فالأهداف المعلنة في عمل القومي للمرأة هو النهوض بالمرأة المصرية اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا وتحسين صورتها في المجتمع وتعديل الموروثات السلبية تجاهها.. كون أن بعض القائمين في المجلس استغلوا وضعهم في تلميع بعض الشخصيات أو المنفعة المالية والشخصية شأن الفساد الذي استشري في مؤسسات الدولة فهذا لا يعني أن الأهداف خاطئة.
لماذا هذا العداء ضد القومي للمرأة علي الرغم أن نفس آليات عمله ووضع سوزان مبارك علي قيمته الاستشارية موجودا في المجلس القومي للطفولة والأمومة الذي لم يواجه استعداء ويمارس صلاحياته.. القضية في نظرة المجتمع للمرأة التي يسقطها علي مجلسها لا أكثر.
لماذا استرحت للتشكيل المطروح؟.. سؤال راودني وإجباته هو وجود السفيرة ميرفت التلاوي التي كانت الأمينة العامة للمجلس في أول عشرة شهور من نشأته بأداء وطني رائع رفضت أن يكون المجلس ظلا لسوزان مبارك أو أن يكون بوقا خاصا لها وأرادت أن يكون بحق صوتا للمرأة المصرية الغلبانة دون منازع فتم استبعادها سريعا.