مفهوم غير متداول، عندما سألت العديد من الفتيات والسيدات من طبقات اجتماعية مختلفة عن معنى ” فقر الدورة الشهرية” لم يكٌن على علم به وربما ذهب تفكير البعض منهن إلى أنه مصطلح طبي، لذلك وجدت أنه لابد من القاء الضوء على مفهوم “فقر الدورة الشهرية” لما له من أهمية قصوى يجب أخذها في الحسبان كمواطنين وكمنظمات مجتمع مدني خصوصا في الفترة الصعبة التي نعيشها الاّن من تفشي أمراض ومستويات فقر العالية، وحروب وثورات جعلت الملايين يفرون ويهربون من بلادهم ويستقروا كلاجئين في بلاد أخرى.
هذا المفهوم الذى أطلقته منظمة الصحة العالمية واليونيسيف يشير إلى “صعوبة الوصول لمنتجات النظافة الصحية لأسباب مادية” وهذه الظاهرة ليست في مصر فقط بل في جميع دول العالم، فتلجأ الملايين من النساء والفتيات لاستبدال مستلزمات الدورة الشهرية ببدائل غير آمنة قد تؤثر بالسلب على صحتهن وتتسبب لهن في عواقب صحية بالغة الخطورة من الممكن أن تؤدي للوفاة.
ووفقًا لتقرير صادر عن البنك الدولي، فإن هناك حوالي 500 مليون امرأة وفتاة في جميع أنحاء العالم من بينهن 107 مليون امرأة وفتاة عربية يعانين من فقر الدورة الشهرية، مما يجعلهم عرضه للوصم أو الإحراج ويؤثر على حريتهن وخياراتهن وقد يستبعدهن من الانتظام في المدرسة والأنشطة الاجتماعية والرياضية المختلفة، ففي المتوسط تمكث الفتيات كل شهر في المنزل من يومين إلى أربعة أيام خلال فترة الحيض، وهناك أكثر من 98 مليون فتاة في جميع أنحاء العالم لا يذهبن للمدارس خلال فترة الدورة الشهرية؛ وهو ما قد يؤدي إلى زيادة معدلات تسرب الفتيات من التعليم، واحتمالية تعرضهن للزواج المبكر بمرور الوقت، وفي الآونة الأخيرة وبعد ارتفاع أسعار جميع المنتجات تفاقمت الأزمة أكثر وأصبحت الفوط الصحية ومسكنات اّلام الدورة الشهرية منتجات شرائها أصبح رفاهية.
لذلك علينا أن نتكاتف في توفير المستلزمات الصحية للفتيات والنساء وأن توضع في أولوية صرف المنح والمساعدات ويؤخذ في الحسبان أنها لا تقل أهمية من الطعام، ونحن الاّن في بداية شهر رمضان الكريم وصيام القيامة المجيد والكل يبادر بعمل الخير وإخراج الصداقات لذا أرجو ان لا نتغافل أو نشعر بالحرج في دعم وتوفير هذه المنتجات وأن تكون ضمن أولوياتنا في المساعدة لضمان سلامة البنات والسيدات فهن العظيمات نصف المجتمع وأمهات للنصف الأخر.