لازالت كرة الثلج تتدحرج ..كاشفة الحياه الخاصة على العامة بل على العالم كله!!!! ..كل يوم تنفضح جرائم الانترنت وتفضح خصوصيات الناس لتطرحها علي الرأي العام . وقد تصبح مجالاً للتهكم أو للدفاع ..ولكنها أيضاً تكشف أمراضا مجتمعية خطيرة بتلك الردود من الأفعال المتباينة بين متشددين ومتحررين وتائهين لاهوية لهم سوى ركوب الموجة والسير مع الرائجة !!!..
العجيب أن الكل في كل مناسبة لايهمه أن يعيش اللحظة بقدر ماينشغل بتصويرها وتسجيلها على هاتفه المحمول كبارا وصغارا واطفالا يمسكون هواتفهم المحمولة ليصوروا كل حدث مهما كان تافها ومهما كان مشاركا معهم اخرون ليس لهم الحق في تصويرهم !! وللاسف الكل يرفع موبايله مصورا ولا تعلم من يصور من ولماذا وماذا بعد؟!!!!
فوضى غريبة لاتنتهي عند هذا الحد بل تبدأ عملية المشاركة ” الشير” من كل من صور أو سجل المشهد الذي يخصه أو الذي يشاركه فيه أخرون أو الذي لايخصه أصلاً!!!! وفي لحيظات تظهر سيل التعليقات على الصفحات الإلكترونية !! ..تلك رقصت وأخرى خلعت ملابسا وتلك أرتدت ملابسا عارية !! ..وتصبح موضوعات سخيفة لوسائل التواصل الاجتماعي وكأنها موضوعات الساعة والشغل الشاغل للناس!! بينما أحداثا وحوادثا أكثر أهمية وخطورة تخص فئات ضعيفة مهمشة تتعرض الموت ولا تهز ساكنا !!
ألم يحين الوقت أن نرشد استخدامنا لوسائل التواصل الاجتماعي؟!!! …..ألم يحن الوقت لإحترام خصوصية الآخرين ؟!!!….ألم يحن الوقت للتريث فيما نقوم به من اعادة نشر ل ” بوست ” علي الفيس بوك؟!
ألم يحن الوقت للتأني قبل نشر تعليقاتنا علي ماهو منشور سواء بالأدانة او حتي بالإشادة ؟!…
ألم يحن الوقت لتغليظ العقوبات على جرائم الانترنت ؟!
أذكر أنني كنت مع إحدى قريباتي القادمة من كندا في زيارة إلى مصر وفي أثناء زيارتنا لأحد الأديرة ألتطقتنا صوراً مع أحد الأساقفة فقمت لتوي بتشيرها على صفحتي على الفيس بوك …فإذا بها – رغم وداعتها- تغضب بشدة وتقول : “هل استأذنتي مني قبل رفعها على الفيس بوك؟!! .”
الحقيقة شعرت بحرج جم من نفسي لأني شعرت أنها محقة تماما … رغم أنها صورة جميلة تحمل ذكرى مباركة , ولكنها لاتخصني وحدي .
هل وصلت الرسالة؟
نادية برسوم