نظم المجلس المصري للعلاقات الخارجية مؤتمره السنوي العاشر خلال الأيام الماضية تحت عنوان الصراع الإقليمي علي الشرق الأوسط,وتناول المؤتمر عدة محاور مختلفة منها القوي الإقليمية في الشرق الأوسط وتوجهاتها,وتأثير القوي الدولية علي الشرق الأوسط ومصر ومستقبل الصراع الإقليمي.
شارك في المؤتمر العديد من رجال السلك الدبلوماسي والإعلامي, وأساتذة الجامعة والسياسيين وأعضاء المجلس المصري للشئون الخارجية والمهتمين بالشئون السياسية.
افتتح المؤتمر السفير عبد الرؤوف الريدي رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية, والذي أشار في كلمته إلي أهمية الدور التي تقوم به مؤسسات العمل الأهلي والمجتمع المدني سواء في مجال الشئون الخارجية أو غيره من شئون تتصل بتقدم المجتمع ورخائه,وأكد السفير علي أهمية مبادرة إنشاء هذا المجلس بالنسبة لمصر نظرا لموقفها فهي تعيش في منطقة تسودها الصراعات والحروب.
وقام السفير عبد الرحمن صلاح مساعد وزير الخارجية للشئون العربية بإلقاء كلمة أحمد أبو الغيط وزير الخارجية,والذي أشار فيها إلي أهمية الدور الذي يقدمه المجلس من دراسة ومناقشة قضايا الشئون الخارجية علي المستوي الإقليمي والدولي,حيث إننا نحتاج إلي التفاعل في ظل المتغيرات والتحديات التي يشهدها العالم اليوم,حيث يطرح الوضع الحالي الضرورة الماسة والملحة لتطوير هياكل صنع القرار في المنظمات الدولية خاصة التي تعالج موضوعات السلام والأمن الدوليين وموضوعات الانتشار النووي وأسلحة الدمار الشامل,بالإضافة إلي دور المنظمات الاقتصادية والتي كانت تروج لأفكار اقتصادات السوق.
أشار إلي أن الأوضاع الاقتصادية العربية لا تزال تمثل مشكلة تتطلب التعاون والتكامل الاقتصادي بين الدول العربية خاصة أن هناك صعوبات وتحديات تؤثر علي مسرة التنمية والتكامل العربي,حيث يشير تقرير التنمية البشرية لعام2009 إلي أن سبع دول عربية فقط تشكل 15% من عدد سكان المنطقة العربية تقع في فئة الدول ذات التنمية البشرية العالية,كما يتزايد عدد الذين يعيشون تحت خط الفقر ليصل إلي 60مليون عربي,كما تعد الدول العربية من أكثرها مناطق العالم اعتماد علي غيرها في تأمين الفقراء السكاني,ولايزال خمس العرب عاجزين عن القراء والكتابة,كذلك تعاني الدول العربية من ضعف في الاستثمار في مجال البحوث العلمية ولا يتعدي معدل الإنفاق علي البحث العلمي في معظم الدول العربية 0.3%.
واختتم الوزير كلمته بأهمية دعم سبل تحقيق أهداف المجلس المصري للشئون الخارجية لأهمية الدور الذي سيقوم به سواء داخل مصر أو خارجها.
وتحدث د.أحمد يوسف مدير معهد البحوث والدرامات العربية عن المحور العربي بين مصر والسعودية وسورية بقوله:تعني كلمة المحور بوجود حركة جماعية منسقة ولكن في حقيقة الأمر هي تحركات دول فقط وليس تحرك نظام إقليمي لا يسعي لدرء المزيد من المخاطر وذلك يرجع إلي وجود بعض القيود الداخلية وأخري التي تفرضها بعض الدول الخارجية عليها,فالدول العربية ليست بالنظام العربي الموحد الذي يحافظ ويعرف تقاليد الصراع العربي الغربي وهو ما يؤثر بالسلب علي تمسكه:
ويستذكر السفير فتحي الشاذلي سفير مصر السابق بالسعودية وتركيا عن مصطلح الشرق الأوسط, ووصفه بأنه اختراع بريطاني منذ أواخر القرن التاسع عشر وهي تسمية حربية أثناء الحرب العالمية الثانية.
وأكد الشاذلي بأن لا يستخدم الأتراك عنوان العلاقات بينهم وبين إسرائيل بالتحالف,فهذا لم يكن واردا بين إسرائيل وتركيا بالرغم من أن تمثل إسرائيل موردا موثوقا به للتكنولوجيا العسكرية لتركيا في الوقت الذي فرض فيه الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الحصار علي تركيا لعدة أسباب,فلذلك يجب أن توضع العلاقة بين البلدين في الإطار, ولا يمكن أن توصف علميا بأنها علاقة تحالف.
من جانبه قال د.عماد جاد الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام أن الثقة في القدرة العسكرية لإسرائيل تراجعت خاصة بعد فشلها في تحقيق أهدافها الموضوعة عام2006 مع حزب الله بلبنان,كذلك علي مستوي العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية هناك مؤشرات تظهر بأن الأجواء بين الطرفين محاطة بالقلق وتبلورت في الزيارة الأخيرة التي تمت بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الأمريكي أوباما, حيث لم يفصح رئيس الوزراء الإسرائيلي عن تفاصيل الزيارة بناء علي طلب من الجانب الأمريكي.
أوضح السفير نبيل فهمي سفير مصر السابق بأمريكا أهمية وسرعة المعلومة من مكان لآخر فهي أحد العناصر في التقيم الأساس لدول في المعرفة والمعلومة وكل التجمعات الجديدة والتي تضم دول نامية نجحت في تطوير نفسها علميا مثل الصين والتي ستكون أكثر نشاطا في المرحلة المقبلة في المنطقة.