* نسمع عن عظيمة الركاب ومتاعبها وتأثيرها علي ضعف السمع عند الإنسان… كيف يحدث ذلك؟
م.ك.ع – الإسماعيلية
* * أجاب د.سمير حليم خليل استشاري جراحة الأذن والأنف والحنجرة قائلا:
يعتبر السمع من أهم الحواس الخاصة عند الإنسان,لأن فقد السمع في السن الصغيرة يؤدي أيضا إلي فقد القدرة علي تعلم الكلام.
تختص الأذن بعمليتين مهمتين هما السمع والاتزان… وعند انتقال الصوت من الهواء حتي السائل الموجود بالأذن الداخلية يفقد جزءا كبيرا من طاقته,لذلك وهب الله الأذن القدرة علي تكبير أو تضخيم الصوت عن طريق ثلاث عظيمات صغيرة بالأذن الوسطي هي المطرقة والسندان والركاب.
الركاب هي العظيمة التي تنقل الطاقة الصوتية إلي الأذن الداخلية.
وإذا تحدثنا عن تيبس عظيمة الركاب قلنا أنه خلل يصيب عظيمات الأذن الداخلية في البالغين,فتظهر تحت الميكروسكوب وكأنها غير كاملة النمو,من حيث كثرة الخلايا والأوعية الدموية وسمكها مما يعوق حركتها,فتقل بالتالي حدة السمع.
ويصيب هذا المرض الإناث أكثر من الذكور,حيث أنه ينشط في فترات الحمل.
أما عن سبب هذا التيبس, فقد يكون مرضا وراثيا,أو خللا مناعيا نتيجة إصابة فيروسية وغالبا ما يظهر في العشرينيات أو الثلاثينيات من العمر,فيصيب إحدي الأذنين,ثم يصيب الأذن الثانية إن عاجلا أو آجلا.
يعتمد التشخيص علي الأعراض التي تتمثل في ضعف السمع التوصيلي,وأحيانا يكون مصحوبا بطنين في الأذن وبعض الدوار… والغريب أن المريض يلاحظ أنه يسمع في الضوضاء أفضل من السكون,لأن المتحدث يضطر إلي رفع صوته كثيرا في الوسط الصاخب.
الفحص الطبي يثبت أن الطبلة وقناة الأذن الخارجية سليمتان إلا في الحالات النشطة حيث تظهر خطوط حمراء خلف طبلة الأذن,خصوصا في بعض الحالات التي يمتد فيها إلي قوقعة الأذن حيث يظهر طنين… أما الفحص بالشوكة الرنانة فيؤكد أن المرض واضح بنسبة كبيرة ويتم إجراء رسم السمع الذي يؤكد الإصابة.
يتمثل العلاج الدوائي في مركبات الفلوريد مع الكالسيوم وفيتامين د خصوصا في الحالات النشطة وصغار السن,ويمكن تركيب سماعة طبية.
أما العلاج الجراحي فيعتمد علي إجراء عملية جراحية دقيقة تستبدل فيها بعظيمة الركاب بديلا صناعيا من مادة التفلون,ويمكن أن تجري هذه العملية تحت تأثير مخدر موضعي أو مخدر عام,وفيها يتم رفع الطبلة واستئصال الجزء العلوي من عظيمة الركاب مع إحداث ثقب في قدم الركاب لتركيب مكبس من التفلون ثم توصيله بالسندان,وأحيانا تستخدم أشعة الليزر في التدخل الجراحي.
بالنسبة لنتائج الجراحة فهي جيدة,أما في حالات إصابة كلتا الأذنين فننصح بعدم إجراء عملية جراحية بالأذن الأخري إلا بعد مرور عامين علي إجراء العملية بالأذن الأولي,كما يفضل عدم إجراء هذه العملية لدي الذين تقل أعمارهم عن عشرين عاما أو في كبار السن.