مصر ام الدنيا وهى التى قدمت الحضارة الانسانية كلها، ضمن ما قدمته مصر للدنيا هو تخصيص ايام كل عام للاعياد الدينية والطبيعية ايمانا منها بان الانسان يجب ان يتمتع بحياته وبجمال الطبيعة، ويهدأ ويستريح من كثرة العمل، فالاسترخاء ضرورى حتى يستعيد الانسان نشاطه وحيوته ويستكمل مشواره مع الحياة.
من الاعياد المعروفة عند الفراعنة شم النسيم الذى يحتفل به كل المصريون فى شهرى ابريل او مايو كل عام، كذلك كانت هناك اعياد دينية مختلفة.
تمر السنون وتستمر الاعياد وان اختلفت أسماؤها ومنا سباتها لكن الهدف واحد.
ومصر نوحد فى اعيادها بين كل المصريين وبخاصة فى العادات والتقاليد، من الطريف انه حتى الان يذهب المسيحيون فى اعيادهم الدينية والمسلمون ايضا لزيارة القبور ترحما على أحبائهم الراحلين ويوزعوا فطيرا خاصا يسمونه فطير الرحمة، هذا التقليد موجود فى مصر منذ آلاف السنوات، وحتى الآن وبنفس الاسم فطير الرحمة.
وحتى فى احتفالات وموالد القدسين وأولياء الله الصالحين كالسيدة العذراء والسيدة زينيب، ومارجرجس والحين وغيرهم ينتقل باعة الحمص والحلاوة من هذا المولد المسيحي الى المولد الاسلامي بنفس بضاعتهم لبيعها هنا وهناك.. انها مصر التى تمصر احتفالات كل المصريين وتوحد بينهم، فايمان المصرى بالله واحد مهما اختلفت الاديان، وجوهر الاديان وفلسفتها واحدة، من هنا يعتز المصريون باعيادهم كلها مهما اختلفت اديانهم، فالمسيحي مثلا تجده فى شهر رمضان الكريم يشتري فانوسا لأطفاله وعلى مائدته تجد الكنافة والقطايف طوال الشهر، ثم اجتماع المصريون كلهم على موائد الافطار المسلمون يتناولون الافطار فى بيت المسيحيين والمسيحيون يفعلون ذلك فى بيت اخوتهم المسلمون هذه هى مصر، الحب والتاريخ وحضارة النبى توحد بين الجميع.
حاول الاخوان الاشرار بدعوة عبيطة مع السلفيين الذين لا يعرفون الاسلام، حاولوا التفرقة بين ابناء المجتمع المصرى، واعلن بعضهم فى غباء كامل وجهل مبين انه لا يصح للمسلم ان يهنئ المسيحي فى عيده او يأكل معه او.. او! ولكن المجتمع المصري انتفض كله لهذه الدعوات الهدامة، والطريف انه خلال السنوات القليلة الماضية التى تهدت هذه الدعوات الغبية واللاإنسانية زاد المهنئون للمسيحيين فى اعيادهم عشرات بل مئات المرات عن ذى قبل، وكانوا يصرون ويقولون نحن نفعل ذلك لأن الاسلام الحقيقى الوسطي المستنير يدعو الى ذلك ونحن جميعا اخوة.
هذه حقيقة المجتمع المصري الذي يسوده الحب والوئام والايمان بأن الإنسان هو أفضل مخلوقات الكون ويجب ان يحترم لذاته وان كل الأديان تأمرنا بذلك بالحب والتراحم ومساعدة الاخر.
والوقوف بجانبه وقت الشدة ووقت السعادة ايضا.
كل عام واخواتى المسلمين ومصر كلها بخير وسلام.