كم القلق والحزن والوجع اللي مصر كلها عايشة فيه بسبب الطيارة المفقودة من يوم الخميس ونتائج البحث عنها رهيب .. الكل بيتابع الأخبار بانزعاج والكل عايز يعرف حصل إيه وازاي .. وكم التعاطف مع الأهالي اللي مكلومة على ذويهم رهيب .. والوجع اللي اكيد حاسين بيه وهما بيفكروا “ياتري ماتوا علطول؟” .. “ياترى إتألموا واتوجعوا قوي؟” والأصعب من ده وده إنه مفيش جثامين تتدفن زي ما أي حد بيحصل له لما يموت .. وأنا سمعت كتير قد إيه الموضوع ده بيفضل مؤلم جداً للأهل من مبدأ “اكرام الميت دفنه” .. اه الكل متعاطف وحزين بس مش زي الأهل اللي فقدوا أحباءهم .. المشاعر موجودة بس ابعد مايكون عن الناس المتصابة في أقرباءها .. وطالما احنا بعيد عن الموقف، بنتألم شوية ونرجع لحياتنا لحد ما يحصل موقف تاني يرجعنا لنفس الوجع من جديد .. والواضح إن الأحداث عمالة تتزايد وتقرب من بعضها للدرجة اللي مخليانا مش قادرين نرفع رأسنا .. لكن برضه يفضّل في خلفية تفكيرنا إنه “الشر برة وبعيد” ..
بس النهاردة قريت كلام مرعب في إشعياء ٢٨ موجه للناس اللي فاكرة نفسها بعيدة
ومتأمنة .. بيقول كده الوحي في عدد ١٥:”لأنكم قلتم قد عقدنا عهداً مع الموت وصنعنا ميثاقاً مع الهاوية .. السوط الجارف إذا عبر لا يأتينا” .. بس بيرد عليهم الرب بعدها ويقول “يُمحى عهدكم مع الموت ولا يثبت ميثاقكم مع الهاوية .. السوط الجارف إذا عبر تكونون له للدوس .. كلما عبر يأخذكم فإنه كل صباح يعبر .. في النهار وفي الليل .. ويكون فهم الخبر فقط، انزعاجاً .. لأن الفراش قد قصر عن التمدد والغطاء ضاق عن الالتحاف” ..
مش ده اللي بيحصل؟ فيه اي “تعاقد” او تأمين بينجي من الموت؟ مش كل يوم الصبح او بعد الظهر بيكون فيه خبر مؤلم دلوقت؟ مش مجرد سماع الخبر بيسبب رعب وانزعاج؟ هو فيه فراش او غطا نقدر نستخبى تحته ويحمينا؟
بس الرب ماسابناش كده .. اعطانا وسيلة النجاة في عدد ١٦ .. “هكذا يقول السيد الرب .. هانذا أُؤسس .. حجر زاوية كريماً أساساً مؤسساً .. من آمن لا يهرب” .. يسوع المسيح هو حجر الزاوية ..