نحصل في بعض الأحيان علي إجازات قد تكون بمناسبة الأعياد المتتالية أو الانتهاء من الفصل الدراسي الأول.وعادة ما نقضيها بطرقنا التقليدية وبعد انتهاء الإجازات يحين موعد العودة للدراسة أو العمل ولكن هنا يشعر البعض بالملل وعدم الرغبة في العودة للدراسة أو للعمل فكيف يمكن أن نعالج هذا الإحساس؟
أرجع الدكتور مفيد جميل أخصائي المشورة الأسرية عدم رغبة الأبناء في العودة لدراستهم لارتباط الإجازة بالفوضي والعشوائية وعدم النظام أو الالتزام بأي مواعيد أو قواعد,فنجد مشاهدة التليفزيون مستمرة طوال الوقت والنوم ليس له مواعيد ويمكن أن ينام الأطفال في ساعات النهار ويسهرون أثناء الليل.أيضا لا يوجد أي تفكيرفي كيفية قضاء إجازة ممتعة مع القيام بأي عمل مفيد.تلك هي سمات الإجازات في منازلنا وبالتالي عندما يخرج الطالب من العشوائية إلي الالتزام والانضباط ينتابه حالة من الملل ورفض ذلك الالتزام.
الافتقار إلي معرفة كيفية قضاء الإجازة بالشكل الذي يحقق الاستفادة المرجوة منها هو السبب في حالةاللارغبةهكذا أوضحت الدكتورة سامية سامي أستاذة صحة الطفل العقلية بمعهد الدراسات العليا للطفولة,وأضافت أنه في فترة الإجازة اعتاد الرجل والمرأة علي البحث عن أي مهام لإنجازها نظرا لضيق الوقت في فترات العمل فالرجل يبحث عن أي مهمة(مشوار) خارج المنزل والسيدة تبحث عن أي عمل في المنزل لتؤديه وعادة ما نسمع من السيدات عبارات (أنا في الإجازة هأوضب الصيفي والشتوي)وبالتالي تفقد الإجازة هدفها وهو الاستمتاع والترفيه والتجدد والبعد عن الأعباء اليومية.وتنتهي الإجازة والجميع في حالة إرهاق وفاقدي الرغبة في العودة للعمل فهما في الحقيقية لم يحصلا علي إجازة وأنما قاما بأعمال إضافية.
ونتيجة للإفادة التي تضفيها الإجازة علي الحياة الخاصة وعلي العمل والدراسة نجد أن بعض الدول تجبر مواطنيها علي القيام بإجازات حتي تتضمن عودتهم لأعمالهم وهم في قمة التجدد والحيوية.وهذا هو الهدف من الإجازة.
أما إذا أراد الفرد القيام ببعض المهام فيمكن أن يأخذ ما يسمي بالإجازات الاستثنائية من العمل ويخصصها لقضاء عمل معين أما إجازات الأعياد ونصف العام فلا بد من استثمارها بالشكل السوي الذي يعود بالفائدة علي الجميع.
اتفق الخبراء علي كيفية قضاء إجازة مفيدة من خلال البداية بوضع تخطيط مسبق لقترة الإجازة بحيث يتم عقد اجتماع لجميع أعضاء الأسرة للتعرف علي رغبات كافة الأفراد واقتراحاتهم للاستمتاع بالإجازة فيخصص جزء من الوقت للهو العشوائي للأسرة وجزء آخر للخروج للأماكن العامة مع ضرورة تحديد أيام وأماكن الخروج,ويجب أن يوافق جميع أفراد الأسرة علي الخطة الموضوعة ليستمتع الجميع بالإجازة كذلك لابد أن يقوم الزوجان بالتخطيط الاقتصادي للإجازة فأماكن الخروج المستهدفة ستحدد طبقا لميزانية الأسرة.وهنا يمكن أن تكون هذه الأماكن مثل الحدائق المنتشرة أو المراكب النيلية أو السفر لأي مكان خارج القاهرة قد يكون ريفا أو مصيفا أو غيره.
ولا يحبذ الخبراء قضاء أيام الإجازات لدي الأهل باستمرار وإنما من الضروري جدا الاستقلال في بعضها فذلك من شأنه تجديد شباب العلاقة الزوجية.
وعند العودة للعمل يمكن أن يحاول الفرد تغيير طريقة الأداء أو نقل مكتبه إلي مكان آخر-وذلك إذا كانت طبيعة العمل تسمح بذلك-فهذا كله من شأنه تجديد النشاط والحيوية والرغبة في العودة للعمل.