الرحلة مدرسة جديدة تعلم الإنسان الكثير، وربما يقرأ الشخص عن دول كثيرة، ويقوم بالسياحة الثقافية على الورق لكن الرحلات الحقيقية على الطبيعة تكون أكثر منفعة وأفضل وسيلة للتعلم والتنزه وتكوين الخبرة، وقد زرت بلادا كثيرة، اكثر من عشرين دولة فى الشرق والغرب،وأوروبا وآسيا وأمريكا وكندا، بعضها زرتها أكثر من مرة، وفى كل مرة أشعر بالجديد الذى لم أكن أعرفه.
ثلاثون يوما رحلتى الأخيرة هذه قضيتها فى كندا، ولم تكن هذه هى الزيارة الأولى لكنها الخامسة ومع ذلك وجدت الجديد.
الزيارة أسبابها الأولى زيارة إبنتى المهاجرة إلى مونتريال، الجزء الفرنسى فى كندا، نورا فرح وتعمل بالتدريس هنا، ويعمل زوجها عادل واصف فى السياحة،كذلك كان شوقى كبيرا لزيارة حفيدى نبيل الطالب فى كلية الهندسة جامعة كونكورديا، ودانيال بالمرحلة الثانوية.
الكاتب الصحفى لايستطيع ان ينسى عمله ومهنته مهما كانت رحلته عائلية أو فى مهمة خاصة، لأن الصحافة والكتابة هى عشق قبل أن تكون مهنة، من هنا فقد عشت الثلاثين يوما معايشا للشباب المصرى فى كندا، وللشعب الكندى بعامة، وكانت البداية طيبة، فبعد وصولى إلى مونتريال بايام قليلة حضرت أول قداس تقيمه الكنيسة احتفالا باستقبال نيافة الانبا اكلمندوس فى كنيسة القديس مرقس، استقبل شعب الكنيسة أسقفهم الجديد بالحب والتصفيق والزغاريد، كعادة المصريين، والقى القمص ميخائيل كلمة باعتباره راعى الكنيسة، رحب فيها بنيافة الأسقف اكلمندوس وقال ان معنى اسمه: الهادى الوديع الحليم، وفعلا وجدت وجههه بشوشى وابتسامته هادئة، وهو يقابل الجميع، وذهب إلى الشباب فى مؤتمرهم لمدة ثلاثة ايام، ويشارك الشعب أفراحه واتراحه، وكان اختياره موفقا وايجابيا من قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وشعب مونتريال ينتظر نهضة كنيسة كبيرة على يديه فى ظل خدمته.
كان احتفال كنيسة مارمرقس يوم الاحد 19 يوليو، بعدها بثلاثة ايام دعتننى السفيرة المصرية فى مونتريال السيدة امل سلامة لحضور حفل احتفال السفارة المصرية بعيد ثورة يوليو 1952، أنا وزوجتى الكاتبة الصحفية منى الملاخ، حضرنا الحفل وتقابلت مرة ثانية بنيافة الانبا اكلمندوس اسقف مونتريال الذى كان مدعوا، حضر الحفل أيضا نيافة الحبر الجليل الانبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس للكنيسة القبطية الارثوذكسية الذى زار كندا مرافقا للاسقف الجديد. رحبت السيدة امل سلامة بالوفد الكنسى وقالت ان الكنيسة لها دور كبير هناك، كان جميلا منها وكان الحفل يوم أربعاء أن تعد جانب من العشاء، طعام صيامى للوفد الكنسى وللأقباط المدعوين أيضا.
الواقع أن قنصلية مصر فى مونتريال تلعب دورا مهما بالنسبة للمصريين الان، وقد قامت السيدة امل سلامة القنصل العام بزيارة كنيسة مارمرقس بعد ثلاثة ايام من وصولها منذ اشهر قليلة لعملها وقابلت القمص ميخائيل وعرضت عليه اى خدمات تحتاجها الكنيسة وانها دائما فى خدمتهم.. هذه هى مصر بعد ثورة 30 يونيو.
حضر حفل السفارة ايضا جورج سعد المهاجر المخضرم وصاحب قناة فضائية ومحطة اذاعة للمصريين. كما حضرها رجل الاعمال صبرى بولس واعتذر عن الحضور الدكتور عادل حبيب الطبيب النفسى المشهورفى مونتريال لسفره الى فرنسا.
قال لى الاستاذ فكرى فرنسيس وهو احد الخادمين فى حقل الكنيسة بحب وجهد كبير، أن عدد الكنائس فى مونتريال الان سبعة، وقد اصطحبنى الى احدث كنيسة للشباب وهى كنيسة القديسين بطرس وبولس وتقع على نهر سان لوران ومساحتها كبيرة، وقد زارها البابا تواضروس الثاني اثناء زيارته العام الماضي لمونتريال وشباب الكنيسة الذي يصلي فيها يستخدم اللغتين الانجليزية والقبطية فهي لأبناء الجالية المصرية الذين لا يجيدوا العربية ،وقد بذل صديقى فكرى فرنسيس وزوجته السيدة ولاء جهدا ملحوظا فى تشييد هذه الكنيسة وخدمتها، ولجهود فكرى فرنسيس الكثيرة فى الخدمة منحه قداسة البابا ميدالية تذكارية اعترافا لما يقدمه للكنيسة من خدمات جليلة استمتعت خلال مدة زيارتى لمونتريال بالالحان الكنيسة، فكل كنيسة لها شمامستها والكل يتقن حفظ الالحان ويؤديها بنوع من الحب والفن مما يجعل الحضور فى نشوة دينية كبيرة، فالالحان القبطية فن اصيل له اصول، والشمامسة هنا يحفظون الالحان ويرتلوها بحب وايمان، والصلاة تقام باللغة العربية ومعها اللغات القبطية والانجليزية والفرنسية.
والاقبال على حضور الصلوات كبير جدا مما يمثل نهضة روحية حقيقية فى كندا، وبعد صلاة القداس يتقدم الشعب بأكمله تقريبا للتناول من الاسرار المقدسة.
هناك أنشطة رياضية وفنية واجتماعية للشعب من خلال الكنيسة، وهذا يؤدى الى الحفاظ على الشباب القبطى من مغريات الغرب، واهتمامه بمستقبله، الشباب والشعب هنا فى مونتريال يفرح فعلا.
إلى اللقاء الاسبوع القادم فى المقال الثانى