تسببت هيمنة الشعارات الإسلامية علي ميدان التحرير في انسحاب 32 حزبا وحركة سياسية من مليونية الجمعة أول أمس اعتراضا منهم علي نقض الاتفاق بين كل القوي السياسية علي تغليب مصلحة مصر العليا وعدم رفع أي شعارات حزبية أو فئوية والتركيز علي مطالب الثورة أولا, ومن هذه القوي حزب العمال الديموقراطي والحزب المصري الديموقراطي الاجتماعي وحزب التحالف الشعبي الإشتراكي وحزب الوعي وحزب التيار المصري وحزب الكرامة والحزب الإشتراكي المصري وحزب مصر الحرية وحملة حمدين صباحي وائتلاف شباب الثورة.
وانسحب أيضا حزب ##المصريين الأحرار## من المليونية احتجاجا علي عدم التزام عدد من التيارات التي وصفها بـ ##الرجعية## بالإجماع الوطني ومطلب الدولة المدنية الذي توافق عليه الشعب في ثورة يناير. متهما هذه التيارات باستخدام الدين سياسيا, ورفع شعارات تفرق ولا تجمع. وشدد الحزب علي التزامه بالخط الوطني الداعي للدولة المدنية الحديثة والتي سبق أن شدد عليها قادة المجلس الأعلي للقوات المسلحة ومعه أبناء الشعب المصري.
اكتسي ميدان التحرير والشوارع المحيطة به وكذلك ميدان القائد إبراهيم بالإسكندرية وعدد من الميادين المختلفة بالمحافظات صبغة دينية وشعارات إسلامية, منها ##القرآن دستورنا##رفعه المنتمون لجماعة الإخوان المسلمين, وشعار آخر رفعته الجماعة السلفية وهو ##الشعب يريد شرع الله##, وتدخل الداعية الإسلامي صفوت حجازي وهو يخاطب المتظاهرين من منصة الإخوان المسلمين بإنزال أعلام السعودية والاكتفاء برفع علم مصر, وكان ملحوظا هيمنة الشعارات الإسلامية من علي منصة الإخوان المسلمين ثم تم رفع شعارت عامة خاصة بمصر أولا والمحاكمات السريعة والقصاص من كل رموز النظام السابق وتعليق لافتات خاصة بالثورة, في حين رفع السلفيون اللافتات والشعارات الدينية وأعلام السعودية ودعوات للمطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية.
من جانبه قال الدكتور أحمد كمال أبو المجد نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان الأسبق إن الأولوية الأولي لمصر الآن هي توحيد كلمة الأمة في إطار أدب الحوار, ومن المهم للجميع أن يدرك أهمية توحيد نسيج الأمة والكف عن المبارزات الكلامية وتغليب المصلحة العليا والتوافق علي المطالب.
وأوضح عبد الغفار شكر وكيل مؤسسي حزب التحالف الشعبي : الشعب المصري أتيحت له فرصة اختبار كل القوي السياسية ليري من يفي بالتزاماته ومن لا يفي بها ومن ينقض العهد ومن يلتزم به ومن يدافع عن حقوق الشعب فعلا ومن يضع عينه علي السلطة ويسعي لإرضاء المجلس العسكري, وأنه إذا ثبت للمصريين أن التيار الإسلامي تيار مراوغ ولا يعطي للصدق اعتبارا فإن هذا سوف ينقص من رصيده كثيرا.
وحتي مثول الجريدة للطبع كانت القوي الإسلامية تنسحب من الميدان بعد انتهاء المظاهرة التي دعت إليها ونجاحها في تحقيق ضغطها علي المجلس العسكري لرفض المباديء الحاكمة للدستور والتأكيد علي هوية الدولة الإسلامية, في حين أعلنت بعض الحركات السياسية عن معاودة الاعتصام مرة أخري للتحرير حتي يتم تحقيق مطالب الثورة والحفاظ علي مدنية الدولة.