الشائعة خطر يهدف لترويج فكرة أو معلومة لا أساس لها من الواقع ويزيد انتشارها عندما تكون مادة خصبة للإعلام وتشغل اهتمام عدد كبير من الجمهور,ولذا عادة ما تجد وسائل الإعلام أخيار الأقباط والكنيسة المادة الخصبة التي ترفع رصيد توزيعها,وعادة ما يكون وراء هذه الشائعة أشخاص يهدفون إلي تحقيق المكاسب لصالحهم الشخصي دون النظر لخطورتها علي الصالح العام أو البسطاء.
كانت الكنيسة في الأيام الأخيرة مصدرا مهما لصفحات الجرائد ومواقع الإنترنت ووجدت انتشارا سريعا علي كافة المستويات بترويج شائعات ليس لها أساس من الحقيقة,إلا أن حكمة قداسة البابا شنودة الثالث كانت حازمة بعدم الانصياع لكل هذه المهاترات التي رددت نبوءات عن نياحة قداسته,وذهبت لتحديد يوم 22 أغسطس الماضي موعدا لتجليس بطريرك آخر,وتناسي الجميع أن هناك إرادة الله التي تقف وراء كل شئ بعيدا عن الروايات البشرية التي ثبت عدم صحتها.
وطني بعد اتصالات عديدة من قرائها ذهبت لتكشف الحقائق فيما نشر هنا وهناك.
بعض الصحف ومواقع الإنترنت قامت بترويج شائعات مضللة منها نياحة قداسة البابا, وقالت الشائعات التي وصفها بالسخيفة: بأن الأنبا يوأنس السكرتير الشخصي لقداسة البابا, ذكر أن العذراء ظهرت له وأخبرته أنه سيكون البابا رقم 118 للكنيسة القبطية يوم 22 أغسطس الماضي, ونشر آخرون أن العذراء ظهرت لأحد الرهبان في دير الأنبا بولا بالبحر الأحمر,تخبره بأن الأنبا يوأنس هو البطريرك القادم… هذه الشائعات سببت السجال الدائر حول مصدرها وهدفها وتركت لكل شخص ساحة التخمين دون الاستناد للحقائق,وذهب البعض يوجه الاتهامات دون سند وبخلاف الحقائق,واستمرت الشائعات لتكمل قصتها المضللة بأن هناك مطالب بمحاكمة الأنبا يوأنس,ونشر آخرون أن قداسة البابا أقال الأنبا يوأنس وطلب منه العودة للدير,واستمر مسلسل الشائعات في تأليف الروايات وتوجيه الاتهامات والتخمين بأشياء لا تتفق مع الحقائق.
لم يلتفت قداسة البابا شنودة الثالث بحكمته لمثل هذه الشائعات وقدم عظته الأسبوعية يوم الأربعاء قبل الماضي عن حفظ الله للإنسان, وأن حياة الإنسان في أيدي الله وليس في أيدي الإنسان,الأمر الذي كان بمثابة رد علي هذه المهاترات. وكان قداسته عقد اجتماعا مع نيافة الأنبا يوأنس عقب عودة الأخير من رحلته لواشنطن,ثم اصطحب قداسته الأنبا يوأنس إلي الإسكندرية في زيارته الأسبوعية, وفي جميع رحلاته الرعوية لكن اللافت للنظر أن الكنيسة لم تصدر أية بيانات رسمية ضد هذه الشائعات.
من جانبه قال نيافة الأنبا يوأنس في تصريحاته للإعلام عقب عودته من أمريكا: لقد فوجئت حينما رأيت منشورا تم توزيعه أثناء تواجدي في الولايات المتحدة بناء علي انتداب قداسة البابا لي,وهذا المنشور المجهول يحوي جهلا وغباء شديدين جدا,فمن قام بكتابته يريد العبث بالكنيسة.
وأكد الأنبا يوأنس أن هناك محاولات خفية لإحداث شرخ في الصف الكنسي وإثارة البلبلة بين الأقباط قائلا: الله سوف يجازي من كتب هذا المنشور الذي أحدث عثرة بين الناس البسطاء. وأضاف سكرتير البابا: أنني أتعجب من بعض الناس الذين ينجرفون وراء ما ينشر علي الإنترنت, والمعروف أن أي إنسان ينشر ما يحلو له فيه,ومن المؤكد أن يحوي الإنترنت أكاذيب وافتعالات مطالبا من الأقباط عدم تصديق كل ما ينشر علي الإنترنت وأن يكون لديهم الوعي به.
وأضاف الأنبا يوأنس: أطلب من الله أن يديم حياة قداسة البابا شنودة قائدا حكيما للكنيسة القبطية ولمصر كلها,والذي يتمتع بسيرة عطرة بين المصريين وله مواقف لا ينساها التاريخ.
استنكر نيافة الأنبا إبرآم أسقف الفيوم مصدر الشائعات التي تزوج لخلافات داخل الكنيسة تهدف إلي زعزعة سلامها, مؤكدا أن ما نشر عن نياحة قداسة البابا ليس له أي أساس من الصحة وأن قداسته بصحة جيدة ويباشر عمله علي أكمل وجه أطال الله حياته سنين عديدة وأزمنة مجيدة, مشيرا إلي عدم معرفة الكنيسة لمصدر الشائعات التي تروج بالصحف ومواقع الإنترنت.
من جانبه قال الدكتور ثروت باسيلي,وكيل المجلس الملي العام لوطني في اتصال هاتفي من أمريكا: أنا لا أعرف ماذا يحدث, وماذا يقال من كلمات لا يصدقها عاقل لأنها مضللة والله وحده قادر علي كشف كل شئ, حيث إن ما نشر ضدي بأن قداسة البابا يخالف قوانين الكنيسة لم يصدر عني ولا يمكن أن أقول ذلك, لأن علاقتي بقداسته عمرها أكثر من 30عاما ولا أتصور كيف يجرؤ أشخاص علي ترديد هذه الشائعات التي تحمل بعضها السموم داخلها في مواجهة الكنيسة القبطية وأخطرها ما أدعي به بعض الناس من أن هناك نبوءة تحدد عمر قداسة البابا حفظه الله وأدام حياته لنا فهذه أوهام ليست لها صلة بالواقع.
أشار الدكتور رسمي عبد الملك عضو المجلس الملي العام إلي ما أثير حول 22 أغسطس أثبتت الأيام عكسه ومر اليوم دون تحقق أي مما نشر,وبحكمة قداسة البابا في هذه المواقف جعلته يتعامل مع هذه الشائعات بثبات, ولم يصدر أي أحكام ضد من أثيرت حوله هذه الأحاديث الإعلامية بل أظهر أبوته مع من حوله الروح ذاتها والبشاشة وقدم عظة 18 أغسطس عن موضوع عدم الخوف, وفي يوم 22 أغسطس كان قداسته بالإسكندرية وقوبل بمظاهرة حب وذهبنا معه لافتتاح المسرح بالمقر البابوي الجديد معه أكثر من ثلاث ساعات ولم تخل جلسته من المداعبة والابتسامة ولم يظهر أي غضب بشأن هذه الشائعات.
أضاف د.رسمي عبد الملك: شائعة 22 أغسطس,انتهت ولكن يجب التصدي لمثل هذه الشائعات مستقبلا ولذا اقترح أن يكون هناك متحدثا إعلاميا لقداسة البابا يكون له حق الرد علي مثل هذه المهاترات وتوضيح الحقائق العامة,حتي لا يمضي هؤلاء في طريقهم نحو نشر ما هو مضلل.
الدكتور كميل صديق سكرتير المجلس الملي العام بالإسكندرية قال: إن ما أشيع جديد علي الكنيسة لا سيما فيما يتعلق بحياة قداسة البابا الذي نكن لله حبا كبيرا,وكما عودنا قداسته كان أكبر رد علي مثل هذه الشائعات دعوة الأنبا يوأنس عقب عودته من أمريكا لحضور عظته الأسبوعية يوم الأربعاء, وعند حضوره للإسكندرية الجمعة كان معه في سيارته وحضر معه لجنة البر وافتتاح المسرح بالمقر البابوي الجديد وزيارته لدير أبو مقار,فكل هذه العلامات التي أظهرها قداسة البابا أعطت مؤشرا علي عدم صحة هذه الشائعات.
الدكتورة جورجيت قليني عضوة مجلس الشعب وعضوة المجلس الملي العام قالت: هذه الشائعات لم تهز قداسة البابا ولا يوجد لها أي تأثير حيث كنا مع قداسته الأسبوع الماضي طوال الوقت, ولم تتغير حالته النفسية وابتسامته المعتادة,ونيافة الأنبا يوأنس سكرتيره يواصل عمله المعتاد مع قداسته منذ عودته من أمريكا, ولا صحة لما نشر حول وقف نيافته أو استبعاده, حيث إن قداسة البابا لم يلتفت لمثل هذه الشائعات, لأن كل شئ يتم بإرادة الله وليس بتخطيط البشر, لأن هذه هي كنيسته وشعبه وهو قادرا علي حمايتهما وألا يمسهما أي ضرر.