[email protected]
هل كان يتوقع الرئيس السابق حسني مبارك أنه في ظل وجوده داخل مصر سيكون خارج إطار المساءلة القانوني؟ أم مازال متمسكا بشخصيته العسكرية الصارمة التي تتسم بالعناد في رفضه الاعتراف بالمتغيرات التي حدثت عقب الثورة؟ أم أن الوعود التي أخذها بحسن معاملته ووضع كافة الإجراءات التأمينية له ولأسرته جعلته يصر علي البقاء داخل مصر ورفض كل الفرص التي أتيحت له للخروج من البلاد عقب الثورة وقبل تحديد الإقامة الجبرية عليه بمنتجعه بشرم الشيخ؟
التحقيق مع آل مبارك وصدور قرار من النائب العام بحبس نجليه علاء وجمال 15 يوما علي ذمة التحقيق أثار التساؤلات حول أسباب رفض مبارك دعوات رؤساء دول الخليج لاستضافته عقب ثورة 25 يناير وتنحيه عن الرئاسة, هل هو نوع من العناد والتعالي ورفض الاعتراف بالخطأ أم أنه وقوع ضحية للتخلي عن الوعود والضمانات التي قدمت له بحسن معاملته داخل مصر؟
أرجع الدكتور عمرو هاشم الخبير الاستراتيجي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية رفض الرئيس السابق مغادرة البلاد إلي ضعف توقعه للأحداث فهو لم يتوقع لحظة أنه سوف يتعرض لهذه الأوضاع أو للتحقيق معه علي اعتبار أن الأمور سوف تسير في اتجاه العمليات الإصلاحية وينسي الشعب الرئيس مبارك, وما زاد من ثقة الرئيس في بقائه داخل مصر أنه جزء من المؤسسة العسكرية التي توقع أنها لن تسلمه إلي التحقيقات أيا كانت الأوضاع ولم يدرك مبارك قوة الشرعية الثورية, وفشلت كل المحاولات لجذب التعاطف الشعبي نحوه وجاء خطابه غير المحسوب ليفجر طاقات الغضب ضده.
أما د. حنا جريس عضو مؤسس الحزب المصري الديموقراطي الاجتماعي فيري أن الرئيس السابق فشل في جميع توقعاته منذ بداية الثورة وعقب تنحيه فرفض دعوات الخروج من مصر إلي دول الخليج لأنه شخصية تتميز بصفات الكبرياء والعناد ورفض أن يلجأ إلي الدول بهذه الطريقة بعد أن كان ذات يوم يستقبل بمراسم احتفالية ضخمة كأكبر رئيس في منطقة الشرق الأوسط وبالتالي أمام هذه الأوضاع خرج إلي شرم الشيخ مع حصوله علي ضمانات كافية بعدم تعرضه وأسرته لأي سوء واستمرت هذه الضمانات حتي جاء خطابه الأخير لقناة العربية ليفجر غضب المؤسسة العسكرية لأن الرئيس أخل بالتزامه عندما قام بالتسجيل دون أمر مسبق من المؤسسة العسكرية وظهوره بعناد وتعال في خطابه أثار الرأي العام ضده وجعل النائب العام يصدر قرارا سريعا بالتحقيق معه لأن الشرعية الثورية هي الأقوي وأخطأ مبارك في حساباته.
اتفق مع الآراء السابقة اللواء فؤاد علام الخبير الأمني الذي صرح بأن الظروف لم تخدم مبارك لأن الشرعية الثورية كانت له بالمرصاد ولم تهدأ طوال الوقت في الضغط علي المجلس الانتقالي للتحقيق مع الفاسدين فبعد وقوع كبار المسئولين مثل صفوت الشريف وزكريا عزمي وفتحي سرور كان الدور علي آل مبارك وهو لم يستغل الظروف المواتية حتي يخرج من البلاد قبل التخلي عنه بعد الوعود التي أخذها بحمايته وبالتالي فقد حصانته أمام المطالب الجماهيرية.