أصبح يوم 25 يناير يوما جديدا في تاريخ مصر,فلم يصبح الحدث الأهم فيه هو عيد الشرطة بل يوم الغضب بتعبير المتظاهرين. منذ هذا اليوم وتعيش الأسر المصرية حالة من الفزع والرعب وعدم الأمان وتدمير وحرق لكثير من ممتلكاتنا وتخريب لثروات هائلة تحتاج سنوات طويلة لنعوضها مرة أخري وأيضا من أموالنا وقوت أولادنا ,حرائق وتدمير منظم علي مستوي مصر كلها,ولكن بالنسبة للقاهرة كان أبرزها حريق مجمع النيابات ومكتب التوثيق العقاري بالجلاء ومحاولة تخريب المتحف المصري.
مبني الحزب الوطني وما يوجد في محيطه من مقار للمجلس القومي للمرأة, والمجلس القومي لحقوق الإنسان,والمجلس الأعلي للصحافة والمجالس القومية المتخصصة كذلك تخريب جزء من مجمع التحرير, بالإضافة لحرق مولات كبري مثل كارفور المعادي, مول أركديا بكورنيش النيل,عدد لايحصي من المحلات التجارية ومحلات الأجهزة الكهربائية والملابس ومحلات الذهب والفضة في عدة مناطق بالقاهرة أبرزها شبرا,وشارع جامعة الدول العربية ,والمحلات والبنوك بجوار نادي الزمالك بالمهندسين وعدد من المناطق بمدينة نصر ومصر الجديدة.
حتي مستشفي سرطان الأطفال تعرض للهجوم .
ما يقرب من 80% من أقسام الشرطة والاستيلاء علي الأسلحة وحرق مباني الأقسام نفسها وكل هذا في غياب تام لقوات الشرطة التي انسحبت فجأة من الشارع المصري ورغم تأكيد عودتها أكثر من مرة إلا أنها لم تعود بكامل طاقتها وأصبحت القوات المسلحة وحدها تجوب شوارع القاهرة وفي محاولة لإلقاء الضوء علي ماحل بكيانات مهمة تم تخريبها وخطورة تخريب هذه الأماكن نلقي الضوء خلال السطور القادمة.
استغاثة
وفي متابعة دقيقة لكل ما جاء في الفضائيات العربية والأجنبية.
ارتفعت أصوات الاستغاثة التي تطلب الحماية والأمان من خلال الفضائيات العربية والأجنبية وأصبحت الفوضي والسلب والنهب في كل مكان وفجأة وعلي قناة دريم2تحديدا في برنامج العاشرة مساء جاءت استغاثة من الدكتور محمد عبد المقصود مدير عام آثار الوجه البحري يطلب من القوات المسلحة والتي حلت قواتها في الشارع المصري مكان الشرطة في الفترة من يوم السبت 29 يناير وحتي صباح الاثنين 31 يناير صرخ قائلا .
أنا باستنجد بالبرنامج ليوصل صوتي إلي رجال الجيش الأمناء,الآن تتم عملية نهب منظمة لمعظم مخازن الآثار والمتاحف علي مستوي مصر كلها,فبالإضافة إلي ما تعرض له المتحف المصري يوجد الآن سرقات في منطقة سقارة المخزن المتحفي لمنطقة القنطرة شرق,متحف بورسعيد ,منطقة ماريا بالإسكندرية,المتحف اليوناني الروماني كثير من مخازن الآثار في مصر لايحميها سوي بعض الخفر البسطاء وبعضهم ليس معه سلاح بل مجرد شوم أو عصي ,واللصوص يهاجمونهم بأسلحة حية ورشاشات,وأطالب أن يكون هناك دعم من قوات الجيش لجميع المناطق الأثرية والمتاحف ومخازن الآثار في مصر حيث إن خروج هذه الأشياء من مصر له خطورة كبري وإهدار لتاريخ مصر.
وأذاعت القنوات الفضائيات المصرية أنه تم القبض علي اللصوص واستعادة محتويات المتحف فهل هذه الحقيقة؟!
وجاءت الاستغاثة الثانية من الدكتور زاهي حواسقبل اختيار وزير في الحكومة الجديدة حيث وجه نداء لشباب مصر أن ينتبهوا إلي آثارهم التي أصبحت وسط هذه الأحداث مطمعا للصوص وقطاع الطرق والمسجلين خطر وأشار إلي أن المتحف المصري تعرض للسرقة لولا اليقظة ,وعدد المناطق التي تعرضت للسرقة حيث قام اللصوص في غيبة الأمن بدخول أحد المقابر الأثرية في منطقة سقارة وقاموا بنشر إحدي للوحات الأثرية المهمة باستخدام منشار,كما اقتحموا هرمالشوافالذي يضم أحد ممتلكات مصر القديمة وأمن علي كلام د. عبد المقصود بأن اللصوص اقتحموا المخزن المتحفي في القتطرة شرق ودخلوا بعده لوريات ونهبوا عشرة صناديق محملة بالآثار الخاصة بمتحف بورسعيد, كذلك العديد من الآثار المستخرجة عن طريق البعثات الأجنبية العاملة في مصر, كذلك تم نهب محتويات سبيل محمد علي الكبير في طنطا,كون د. زاهي حواس غرفة عمليات من رئيس قطاع الآثار المصرية ورئيس قطاع المتاحف للوقوف علي وضع المناطق الأثرية والمتاحف من الناحية التأمينية كذلك أكد حواس أنه قد وصلته أخبار بأن هناك متربصين من اللصوص لاقتحام متحف المنيل والكنيسة المعلقة وأبو صير ودهشور .
واحسرتاه فقد حدث كل هذا بعد نضال طويل حتي ظهر قانون الآثار الجديد منذ شهور والذي كانت بنوده قد أخذت مناقشات مطولة حتي لايوجد ثغرات أمام العابثين بآثارنا, فأين القانون الآن في غيبة الأمن والأمان في حياة المصريين, وفي نفس اليوم الذي نشرت فيه استغاثة زاهي حواس جاء اسمه ضمن التشكيل الوزاري الجديد في الحكومة الجديدة كوزير للآثار وهي أيضا وزارة جديدة لم تكن موجودة ضمن وزارات مصر من قبل, فهل هناك أمل أن ننقذ نزيف سرقات تاريخ هذا البلد العريق.
حريق مفتعل
يعد من أسوأ أشكال التخريب التي تمت حريق مبني مجمع النيابات الإدارية ومكتب التوثيق العقاري بالجلاء والمجاور لجريدة الأهرام هذا المبني العريق والمكون من ستة أدوار.وفي محاولة لمعرفة محتويات المبني وتقسيمة أدواره تحدثنا مع عدد من المحامين المترددين علي المبني بحكم عملهم وأمناء السر العاملين في المكان وعلمنا الآتي.
يوجد في الدور الأرضي مكتب بريد مجمع الجلاء تباع فيه جميع النماذج والأوراق والتوكيلات والدمغات التي يتم تداولها في المحاكم والجهات الرسمية كذلك دفاتر مواعيد الجلسات ونيابة جنح باب الشعرية ,ومكاتب محضرين تنفيذ الأحكام ,دواليب حفظ القضايا المتداولة حاليا وأمناء سر الجلسات المنعقدة بقاعات المحكمة وبدروم المبني يوجد به أماكن حفظ القضايا القديمة نوعا ما منذ عام 2006 علي سبيل المثال وهي قضايا خاصة بمحاكم باب الشعرية ,الدرب الأحمر,الجمالية,الساحل,روض الفرج,حدائق القبة,الوايلي جنح ومدني كذلك, كما يوجد في عدد من أدوار المبني عدة قاعات يتم فيها المحاكمات في قضايا التجاري الجزئي أي ديون التجار مثلا أقل من40 ألف جنيه, كذلك قضايا جنح ومدنيسرقة وتبديد,ضرب,سب وقذفكذلك يوجد أماكن حفظ القضايا المدنية لأقسام شبرا,وروض الفرج,الساحل,نيابة السيدة زينب,كما يوجد أماكن المحضرين الذين يقومون بإعلان الأفراد بالقضايا علي مستوي مناطق الظاهر,الوايلي,مدني الساحل,شبرا كذلك توجد عدة أماكن لما يطلق عليه البشكاتبرئيس القلم المدني والذي يشرف علي الخزائن التي يوجد بها مرتبات الموظفين العاملين بمجمع النيابات وأيضا تحصيل رسوم القضايا واستخراج صور القضايا والنماذج, كما يوجد في المبني كله أكثر من خمس قاعات يتم فيها تداول القضايا, ومما يكشف أن الحريق كان أساسا للسرقة والتخريب أنه تم القاء ملفات القضايا المتداولة حاليا جنح ومدني من نوافذ المبني وتم سرقت المحتويات ثم إشعال الحريق فيه وهناك تلفيات كبيرة امتدت النيران إلي معظم طرقات المبني في معظم أدواره وأمر المستشار تيمور مصطفي كامل رئيس هيئة النيابة الإدارية بتشكيل لجنة تتولي فحص مقار النيابة الإدارية الموجودة بالمبني وحصر الأضرار والقضايا التي أتلفها الحريق, ويقول االمستشار فتحي عزت رئيس محكمة جنايات الإسماعيلية أنه في حالة فقد أوراق خاصة بملف متهم في فضية تعاد المحاكمة بعد تحويلها للنيابة مرة أخري.فالقانون رسم طرقا تستخدمها سلطة التحقيق أثناء نظر الدعوي في حالة تلف أوراق القضايا والمستندات وتعد في حكم المفقودة فتأخذ جهة التحقيق والمحكمة بأي دليل موجود وتستكمل إجراءاتها كما لو كان الأصل موجود أما المحامون فكان لهم رأي آخر فبعضهم قال إن القاضي عليه في حالة ضياع ملف المتهم أن يفرج عنه إذا لم يكن هناك صور من ملف القضية في أي مكان آخر.أما بالنسبة للأحكام المدنية فيوجد مسودة الحكم الصادر من القاضي ثم أصل هذا الحكم والذي تقوم المحاكم حاليا بإدخاله بواسطة الكمبيوتر ويتم حفظه, أما المستشار حسن رضوان رئيس محكمة جنايات الجيزة فيقول:إنه من المفترض أن يكون لكل دعوي صدر فيها حكم من القضاء صورة ضوئية محفوظة للرجوع إليها عند الضرورة, وإذا كان هناك متهمون في السجون فالنماذج الموقعة من النيابة العامة موجودة في السجون لتنفيذ الحكم, ومن هنا فلا خطورة من حرق القضايا في هذه الحالة ولكن المشكلة تكمن في القضايا المدنية أو الجنائية التي لم يصدر فيها حكم بعد, أي المتداولة في الوقت الراهن,والتعليمات التي صدرت منذ عدة سنوات ألا يقدم الخصم أصول المستنداتإذا كان شيك أو وصل أمانة مثلا وإنما تصور المستندات بمعرفة المحكمة وتودع صورتها في ملف الدعوي والأصل يرجع إلي صاحب الدعوي,وبذلك يمكن رفع الدعوي من جديد في حالة تلف أو حرق ملف القضية. أما بالنسبة للقضية الجنائية إذا أحرقت الملفات قبل التحقيق أو قبل المحاكمة وليست هناك صور منها ستحدث مشكلة قانونية لأن المتهم محتجز علي ذمة القضية دون سند,وللنيابة الحق فأن تعيد التحقيق فيها من جديد.ورغم وجود أعضاء النيابة العامة في أماكنهم ومباشرة أعمالهم إلا أن الظروف الحالية تحول دون حسن انتظام سير العمل في المحاكم والنيابة العامة تعد قوة قاهرة يرتب عليها قانون ولذلك تم وقف جميع مواعيد التقاضي والطعون ورفع الدعاوي وسائر إجراءات المرافعات التي تقرر لها القوانين مواعيد معينة وذلك حتي تزول هذه الظروف غير العادية وينتظم العمل أمام المحاكم والنيابة العامة وعدد كبير من القضايا التي تم حرقها بفعل المجرمين يوجد صور منها علي الكمبيوتر والميكروفيلم.
المجمع
أما مجمع التحرير فهو قصة أخري, فالمجمع مكون من أربعة عشر دور وتعرض لحريق وتلفيات خاصة في الأدوار العليا منه, ويوجد به مصلحة الجوازات وتحركات السفر وتجديد الإقامة للأجانب في مصر,كما يوجد أكثر من دور يضم الإدارات التعليمية بالقاهرة والمسئولة عن حركات نقل المدرسين وأيضا بعض الشئون الخاصة بالطلبة في المدارس الخاصة والحكومية, كذلك يوجد فيه هيئة قضايا الدولة والنيابات الإدارية التي تنظر في قضايا الموظفين بالدولة وشرطة الآداب, كذلك يوجد في هذا المبني لجان فض المنازعات التابعة لوزارة العدل.
مستشفي الأطفال
حتي مستشفي سرطان الأطفال الجديدة هذا المبني الذي يضم بين جنباته ما يقرب من500 طفل يتم علاجهم من أنواع شتي من مرض السرطان لم يرحمهم هؤلاء المجرمون أعداء الوطن والإنسانية, وكان هناك محاولة بادت بالفشل للتعدي علي حجرات المرضي وبعض أقسام المستشفي وفي حديث حي مع عدد من أهالي الأطفال جاء في قناة دريم القضائية كانت الأمهات تتحدثن في ذهول وبعض الآباء أيضا الذين قالوا لقد أتينا من المنيا أو أقصي صعيد مصر في وسط المظاهرات الجمعة التي أطلق عليها جمعةالغضب, وكان الطريق في منتهي الصعوبة ومعنا أطفال مرضي لنجد محاولة اقتحام المستشفي وحسب ما شاهدناه تصدي لهؤلاء المجردين من الضمير الأهالي أنفسهم من سكان منطقة السيدة زينب وزينهم وانهالوا عليهم بالعصي والحجارة ولم يستطيعوا اختراق المستشفي.