تكلمنا في العدد السابق عن التأمل عند السيدة العذراء وذكرنا أن هناك خمسة ميادين للتأمل, ذكرنا منها:
أولا: نصوص الكتاب المقدس
ثانيا: شخصيات الكتاب المقدس
ثالثا: سير القديسين
من يريد التأمل يقرأ في سير القديسين. قد يقول البعض إنهم من القرن الرابع! نعم, هم من القرن الرابع وما قبله وما بعده, ولكنك كابن لله تقرأ سيرة القديس فتحب فضيلة معينة فيه, هذه الفضيلة تمتصها دون أن تشعر! إذا أعجبت بفضيلة في السيدة العذراء كالتسليم تأخذ قبسا منها هوذا أنا أمة الرب. ليكن لي كقولك (لو38:1).
فها هي عند الصليب تصغي في تسليم عجيب… أما العالم فيفرح لقبوله الخلاص وأما قلبي فيلتهب عند النظر إلي صلبوتك.
ومن القديس موسي الأسود نتعلم أن كان دائما مطمئن لا تخف, لأن الذين معنا أكثر من الذين معهما (2مل6:16).
ومن القديس الأنبا أرسانيوس نتعلم الهدوء والصمت.
رابعا: قوانين الطبيعة
كل شئ في الطبيعة صنعها المهندس الأعظم الرب يسوع وصنعها بدقة وإحكام عجيب… مثلا الأرض تدور حول الشمس وأثناء دورانها تميل بدرجة معينة هي السبب في الفصول (الشتاء – الصيف – الخريف – الربيع).
هذا المحور إذا مال نصف درجة أكثر لاحترقت الأرض.
قوانين الجاذبية, التي إذا لم يحترمها العلماء أثناء إعدادهم لإطلاق صواريخ الفضاء فإنها ستتحطم حتما كل شئ في الكون مصنوع بدقة عجيبة. ومن يتأمل فيها يقول مع المرنم: السماوات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه (مز19:1).
خامسا: أحداث الحياة
لو حدث في حياتك بركة أو تجربة تأمل فيها وتعمق فيها لو حدث في حياتك نجاح أو فشل فيه لأن الله يكلمك من خلال هذا الحدث… جاء في الأخبار أن سيدة فقيرة عجوز في أمريكا, كان الأهالي يقوتونها إلي أن ماتت. وإذا بالسلطات تكشف في حجرتها خطابا مغلقا أنها ورثت ربع مليون دولار, لكنها لم تفتح الخطاب, وماتت فقيرة. نحن أيضا نحيا فقراء في الروح رغم الغني المذخر لنا في المسيح. لهذا يقول إشعياء النبي: السيد الرب فتح لي أذنا وأنا لم أعاند (إش50:5).
تعالوا نجلس عند أقدام يسوع مع مريم أم النور, ومريم أخت لعازر, لنتأمل ونشبع, وهكذا نعيش حياة التأمل التي عاشتها السيدة العذراء القديسة مريم.